محمود علي السعيد
لماذا يا حبيبة بامتعاض * سجل الروض في عينيك يطوى؟
وأنت كتبت توصية لروحي * بأن تبقي الهوى للوصل نجوى
ظلمت بكل ما أوتيت صباً * وكنت إذا صبيب الريح أغوى
تجلين اللقاء وفيك ثغر * لمرقد جنة القبلات مثوى
أضوئ منك أروقة الليالي * وأبرق للمدى القزحي شكوى
لينصف طهر من صبت ضلالا * عليه ضراوة الأيام بلوى
فأضحى يمضغ الأوقات حرفا * على العشاق في الطرقات يروى
وينقش جدول الأشواق رقماً * فرقما كي يرق به ويقوى
لأن حرائق الكلمات أغفت * على جمر الندى باللوم نشوى
أقول بملء حنجرة لقلبي * وقد جن الفراق كفاك تقوى
فلن تنجيك – أن أطلقت وعداً * عقدت زمامه بالسر – جدوى
وعنق مظلة الخطوات جهراً * على قلق من النظرات تلوى
قطوفك قهر مجمرة تلظت * ولم يمنن عليه الدهر رضوى
سلوت لأجله أطباق شمس * فما نفعتك يا مظلوم سلوى
غثاء كل رقرقة الخوابي * – إذا لم تسكب الأنخاب – أحوى
إذا صدر المحب جفاك قرباً * وأغرق قمة الهجران حلوى
فقف واغسل يديك بلا ارتياب * فبئس طلاقة الأحلام مأوى
قبلت بما تقر به حظوظ * وقمت تعانق الأضداد فحوى
إذا لم يستجب لنداء جرح * فقل يا جرح من تهواه يهوى