محمود علي السعيد
أججت يا جمر الفراق عواطفاً عبقت لواعجها بطيف غرامي
فشطحت لا غيم يظلل قامتي أو نبض ترياق يشد عظامي
أصغي إلى ألق الحضور ولا أرى إلا على طبق الغياب حطامي
في قعر مظلمة تهرّأ قلبها كيما يطرز بالقبول صيامي
أمسيت لا طقس يجمّل غربتي أو كأس وجد تستطيب مدامي
الوقت صوت لو تلظى حرقة أغفى على قلق الصدى إلهامي
لأجيل طرف توجسي في رونق رقت لهمس شموعه آلامي
ما عدت ألهج فيك يا ورق الندى أو تجتبيك بعطرها أقلامي
في أفق منتجع يضج صبابة وتموج في قسماته أعلامي
أشتاق للماضي الرضيع طفولة كم شق مبضع طهره أيامي
وأقلب الذكرى برقرقة جرت أضواء مرقدها بنجم فطامي
انقش على الجدران جدول مضغة أرقامها تفضي إلى أرقامي
واجهز بقاموس الخليقة جوهراً أدمى عروق الطين فيه كلامي
من فرط ما اجترح الزمان دقائقاً طلقاتها من مفردات قوامي
وتعطل الدفق الشجي قراءة واستوطنت قبلاته أحلامي
أضحى الوراء بكل ما اقترفت يد وأنا أفارق وجنتيك أمامي
إن حاصر البعد القريب جوانحي نامي بمفترق الحقائق نامي
فالقارب المبحوح فيك مضرج بدم على بصماته أختامي
عشقي وتشهد كل أروقة المدى لفصول روضك يا مهاة عصامي
وتطلعي مهما قست أطواره تبقين يا طوق النجاة مرامي
هيهات والدنيا أصالة موقف واحات قلبك تستضيف خيامي