الجماهير – أسماء خيرو
وصف بعض من أدباء وشعراء مدينة حلب حرب تشرين التحريرية في لقاءات للجماهير معهم بأنها تمثل لحظة فارقة منحت سورية شرف الوجود العسكري وكتبت تاريخا جديدا رسمت معالمه أياد وطنية..
إذ قال الشاعر مزعل المزعل: لم يكن تشرين التصحيح سوى تمهيد ممنهج لتشرين التحرير ، ولم يستطع ( يوم الغفران ) أن يغفر للعدو ماتقدم وما تأخر من جرائم، لقد أدرك العالم يومها أن تاريخاً جديداً بدأ يكتب بأيدي أبطال الجيش العربي السوري فكان ماقبل تشرين ليس كما بعده .
فيما قالت الأديبة سها جلال جودت بأن للخريف بسمات تعلنها شفاه المحبة وهي تغني للانتصار، ترتل أبجدية العظماء حين يسطرون التاريخ فخرا وعزا بانتصار عظيم، كيف لايكون عظيماً وقد كسرت شوكة الغطرسة الصهيو*نية في أتون الحرب التي أشعلت فوق مناراتها أضواء الفرح لانتصار سحق تحت أقدامه عنجهية من يدعون أنهم أصحاب حق، والحق منهم براء، ﻷنهم ليسوا سوى شذاذ آفاق جاؤوا من أصقاع اﻷرض بعد أن طردتهم النازية الهتلرية.
هاهو تشرين الخير يعلن يوم السادس منه عن تحول تاريخي كبير جعل العالم في حالة دهشة، فقواتنا وبواسلنا كانت مثل صقور السماء في خنادق القتال على الجبهات كافة، برا، بحرا، جوا، وأذكر يومها إذاعة الشرق اﻷوسط من القاهرة دمشق: أسقطنا للعدو ثلاث طائرات، وهتافات الشعب في الشوارع وعلى الشرفات تغني وتصفق للانتصار ، ذكرى يوم الانتصار ذكرى الحياة وذكرى للمجد والفخار لاننساه وكيف ننساه وقد منحنا شرف الوجود على الخارطة الحربية من أجل وطن يستحق أن نحميه، دامت قيادتنا خالدة على نهج المقاومة ولن ننساك ياتشرين …
وأضاف الشاعر محمد قباوة فقال حرب تشرين التحريرية هي فخر لكل سوري وعربي موجها التحية إلى الجيش العربي السوري وإلى الدكتور الرئيس بشار حافظ الأسد ولكل السوريين والعرب مبينا بأن حرب تشرين التحريرية التي يتزامن ذكراها مع انتصارات جيش الوطن الباسل على الإرهاب والتكفير كانت لحظة فارقة في حياة السوريين عامة وحياة الأدباء والمثقفين خاصةً ،فالأدب هو مرآة الوطن لهذا قام الكثير من الأدباء والشعراء والمثقفين بتوثيق بطولات هذه الحرب في مؤلفاتهم الشعرية والأدبية، وكل عام والجيش والشعب والقائد بألف ألف خير والرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى.
الشاعرة ابتهال معراوي وصفت أهمية ذكرى التحرير بأن نظمت بعض الأبيات الشعرية فقالت /أتتْ أمثالنا سُؤلاً وردّا/ عدوّ الجدّ لايهديك ودّا/ إذا ما عدتَّ للتاريخ تلقى /عديدَ وقائع للرَوم وِردا/أتى تشرين يمحو الذل عنا/ لنلبس فخره روحا و قدا /زهتْ بدمائه بور الفيافي / وطيب الجني لن نحصيه عدا/ فيا أم الخطوب وأخت شمش / سيأتي الفجر لو شاؤوه وأدا … مضيفة بأن لتشرين الفخار نقف إجلالا واحتراما وإكبارا ،ننحني بخشوع أمام بطولاتٍ أوصلتنا لتحطيم أسطورة محتل ظن أنه لن يقهر…
سجلَ التاريخ ومدادنا بحروف من نور فرحنا بنصر تشرين ، زغردت الأمهات في بقاعنا كلها والثكالى شاركتهن، فالنصر حينها كان ومازال مفخرة لسورية…رحم الله قائدنا حافظ الأسد من كان في سدة القرار وكان على كل الجبهات ، كل عام وبلدنا وجيشنا بألف خير ، وعافى الله بقاع سورية كلها.
وقال الأديب جمال طرابلسي : في تشرين لا يمكن أن تخرج من شرنقة الذاكرة و خيوطها الحريرية ، ذلك اليوم الفريد الذي رسمت معالمه يدٌ وطنيّة عروبية قرأت التاريخ جيدا وعرفت كيف تعيد صياغته من إطلاق كلمة السر الفاتنة في سحرها و حماسها ( أغنية فيروز يا قمر مشغرة يا بدر وادي التيم ..) إلى رفع العلم العربي السوري في سماء القنيطرة في/ ٢٦/ حزيران/ ١٩٧٤/تسعة أشهر من الملاحم و البطولة و إعادة كتابة الأساطير الخارقة واجتراح المعجزات وتحقيق النصر بالدم و الإرادة ، فالنصر كانت بدايته التخلص من عوامل الضعف فينا ونهايته تمريغ الصهيو*نية وخرافة جيشها وبقائها ،حرب تشرين كانت المفصل الأهم في تاريخ الأمة منذ عشرة قرون على الأقل ، رحم الله أرواح شهداء الجيش العربي السوري وجيش مصر العربية الشقيقة الذي طهر ثرانا بالعبق العاطر ،الرحمة و السلام لروح القائد الخالد حافظ الأسد الذي خطط وقاد العمليات في هذه الحرب، والتحية لجيشنا الباسل اليوم و لقائدنا المفدى بشار حافظ الأسد و هو يقارع إرهاب العالم كله و ينتصر عليه.. أمة فيها مثل هذا الجيش و هذا القائد لن تركع أبدا .