الجماهير || أنطوان بصمه جي
لا يكاد يخفى عن أحد عودة مظاهر الازدحامات في أرجاء مدينة حلب، ازدحام على الأفران العامة والخاصة يومي الخميس والسبت وكما هو الرد المعتاد أن الازدحامات سببها وجود “ضعاف النفوس” الذين يتاجرون بـ “قوت الشعب “، يضاف إليها ازدحامات في شوارع رئيسية وفرعية لاستلام 50 ليتر من مازوت التدفئة وذلك بعد انتشار العديد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الازدحامات، يضاف إليها واقع النقل “المتردي”.
لكن اللافت من تلك الازدحامات أن تشاهد الازدحام البشري بالقرب من المؤسسة العامة للنقل الداخلي مكان انطلاق الباصات وكما يقال باللهجة العامية “الحيط عالحيط”، هكذا هو الحال عند الساعة الثالثة عصراً أي عند توقيت انصراف الموظفين، مواطنون وموظفون، رجال ونساء، وذوو احتياجات يقفون لساعات طويلة بانتظار وصول باص ليقلهم إلى منازلهم أو أعمالهم، بالرغم من وجود العديد من باصات النقل الداخلي تقف داخل مقر الشركة للقيام بعمليات الإصلاح، سؤال يرسم إشارة استفهام كبيرة حول واقع العمل قطاع النقل فكيف يكون واقع العمل مساءً.
ومن خلال الكشف عن تقرير المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب في دورته العادية الخامسة، الصادر مؤخراً، تم التوصل إلى أن الشركة العامة للنقل الداخلي تمتلك 98 باص منها 13 باص يعملون على الخطوط الخارجية التي تسهم بنقل المواطنين إلى الأرياف (الحاضر والواحة والسفيرة ونبل ودير حافر وكفر حمرة وكفر داعل وخان العسل وأورم وعين جارة).
وبالانتقال إلى الباصات التي تعمل على الخطوط الداخلية تبين وجود 85 باص تعمل على الخطوط الداخلية موزعة على أحياء حلب كافة، في حين يحتل المقام الأول بأكثر عدد باصات هو خط الدائري الشمالي 20 باص والعدد ذاته لخط الدائري الجنوبي بنسبة أكبر عدد باصات مقارنة بالخطوط الداخلية الأخرى يليها خط المعري وصولاً لكلية العمارة ب 12 باص.
ولأن الصحافة بمثابة صلة الوصل بين المواطن والمسؤول وبالتالي مساعدة المواطن على إيصال صوته ومعاناته والقيام على خدمته، فمن الواجب أيضاً طرحها الحلول وعدم الاكتفاء بتشريح المشكلات، فلا بد من إعادة النظر في واقع قطاع النقل إما باستيراد باصات بموجب عقود استثمار أو تخديم الخطوط الداخلية التي تشهد ازدحامات يومية بميكروباصات 14 راكب والعمل على مراقبتها منعاً من تلاعبها في بيع المحروقات أو تجزئة الخط الواحد من خلال إشراك نقابة عمال النقل البري والجهات ذات الصلة أو وضع أكشاك بداية ونهاية كل خط والابتعاد عن فكرة تركيب جهاز مراقبة إلكتروني GPS الذي يستخدم في تحديد الموقع الجغرافي لأنها تحتاج إلى نفقة مالية باهظة.