الجماهير – عتاب ضويحي
أقامت مديرية ثقافة حلب أمسية شعرية بعنوان “همسات المساء” على مسرح ثقافي العزيزية مساء أمس.
بمشاركة الشعراء عصام ترشحاني، الدكتور وائل خولي وأحمد بدر الدين آغا.
بداية ألقى الشاعر ترشحاني مجموعة من القصائد من عالم مختلف ليس له علاقة سوى بكتاباته وأحاسيسه ورؤياه الخاصة على حد قوله، وحملت القصائد التي لم تخل من فلسفة شعرية ومشاعر تفيض تارة وتشح تارة أخرى، تتناغم معها ألفاظ جزلة وإلقاء شعري رزين، حملت عناوين “على بيدر من دخان، رماد هو الوقت، ومابتجلى في المسكوت، وفي قصيدته الأولى قال :
اليمام الذي قد تقمص شكل الأنوثة قال :
بأن القصيدة حين تجيء إلى مخدعي،
سوف تفضي إلى قمر من نبيذ ولوز وعنبر
اليمام الذي ينزل الآن فوقي رذاذاً يقول،
بأن الحقول التي سوف تجري على اليم،
سوف تداهش في جواري النجوم،
وسوف تكون الكتابة في الاغتراب
على نيزك من سفرجل وجسد لايوارى،
كأن الذي في الأعالي تجّسد فيّ،
كأني أنا على بيدر من دخان وزهر وماء.
وبمجموعة من القصائد الحوارية مع الذات والقدر “حوار مع مرآتها، حوار مع القدر وعفواً طرقت بابك مراراً” ، وأخرى باللغة المحكية تلامس الواقع المؤسف، دون أن يكون للغزل حضوره الخاص قدم الدكتور خولي مشاعره معبراً عنها بالكلمات، ومما قاله في قصيدته حوار مع مرآتها :
أراك ِ كاللوحة المرسومة بأيدي جميع الرسامين، أجل صدقت، وإن دققت النظر فيّ سترى، لكن مهلاً، ابتعد قليلاً، فإن خيالك يشوهني، ألهذه الدرجة ساءك ما أنا عليه؟ أنا مرآتها صورة جمالها الذي يحيرني، الذي كلما قدستني بنظراتها، أما للناس أمثالكم فأنا أريكم ما بالقلوب.
وختم الشاعر الآغا الأمسية بقصيدتين وطنيتين من الشعر الموزون”دمشق وسر بعزم الإُسد” ، جاشت بالمشاعر المليئة بالولاء للوطن، من قصيدته الأولى قال “
دمشق إني فتى الشهباء في الحسب،
أنت الأبوة للأحفاد في النسب،
جودي عليّ بنظرة عربية فيها أرى
النجم مختالاً من الطرب
فكيف تقوى على الأعداء منزلة
فالقدس تبكي وأين نخوة العرب.
قدم الأمسية وأدار الحوار جهاد غنيمة مدير مركز ثقافي العزيزية.
تصوير – هايك أورفليان.