محمود علي السعيد
طيّر البرق للمحب سؤالاً هل تطيق المسافات فيك احتمالا؟
أن ترى رقعة التواصل بدراً قلّصتها يد العوادي هلالا
كيف بعثرت يا عريق السجايا موقد العشق يمنة وشمالا؟
تتقرى أصابع الجمر فيه قارب الريح كي يرقّ اختجالا
حين أمطرتِ طاقة من عطور أفرد الطقس للربيع المجالا
كي يقيم الصلاة سراً وجهراً لانتخاب الصباح فيك ابتهالا
أنتِ أشبعتِ والطريق رقيب خطوة العمر في العقوق جدالا
فلماذا يؤرق الجفنَ حلم ٌ جنّ منه المساء فيك اكتحالا؟
ويجافي من المسرات قولاً قدّ من جوهر الخطاب جمالا
لست أدري وكل ما فيك ينبي أن للشوق في القلوب وصالا
يوم أبرمتِ للجداول عقداً كان في عهدة القديم ارتجالا
ضجة الغيم في عروق المنافي زادها مبضع الفراق اكتمالا
لن تجاري ضوابط العدل قوس إن تخلت عن الحقوق امتثالا
حيث كنا نعانق الأفق صمتاً يرتدي روعة الحضور خصالا
كل ما حرّمته نجمكِ يوماً كان في قبضة السماء حلالا
والفضاءات في ضباب المرايا رقرقتها يد الغياب ظلالا
فانتهجت الجديد ضلعاً تجلى فيك يا رونق الجهات ضلالا
أوقفي حربك الضروس قليلاً ضاق صدري من القتال قتالا
وامنحي فرصة اللقاء سلاماً كيف ترضين أن يظلّ خيالا
عقرب الوقت يا مظلة روحي ويظل البقاء فيك ارتحالا؟