توصيات ومقترحات في ختام مهرجان شكيب الجابري للإبداع الروائي .. الأدباء المشاركون : أعمال النحوي اتسمت بالأصالة والإبداع والإتقان وعمق الانتماء الوطني والقومي
الجماهير – أسماء خيرو
اختتم مهرجان شكيب الجابري للإبداع الروائي دورة “محمد أديب نحوي” الذي أقامته مديرية الثقافة في حلب في صالة تشرين، اختتم فعالياته بتقديم عدة توصيات ومقترحات كان أهمها ما يلي :
تقديم مختارات عن أعمال محمد أديب نحوي ضمن سلسلة كتاب الشرف للهيئة العامة السورية للكتاب بغية تداولها لدى عامة القراء وخاصة الشباب ، وتشجيع الشباب على قراءة أعمال أديب نحوي الروائية والقصصية في جلسات قراءة مشتركة ضمن أنشطة مديرية الثقافة وفرع اتحاد الكتاب العرب وإقامة حوارات حولها ، ومتابعة مشروع القراءة في عدد من المدارس الثانوية بقراءة أعمال محمد أديب نحوي في حصص النشاط وبمشاركة الأدباء والنقاد والحوار حولها ،ودراسة هذه التجارب في العمل الثقافي وتعميم التجربة في قراءات لأدباء من سورية والوطن العربي وعرضها للاستفادة منها على مواقع الثقافة السورية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي .
وقدم الأدباء خلال جلستي اليوم الثاني دراسات تحليلية لعدد من قصص وروايات الكاتب محمد أديب نحوي .
إذ قرأت الكاتبة شيم دبابو في بداية الجلسة الأولى قصة مختارة من أعمال الأديب نحوي بعنوان ” وحل ودم ” ومن ثم قدمت الأديبة زبيدة القاضي دراسة تحليلية للمكان الحلبي وبنية القصص في أعمال الأديب نحوي مبينة بأن تحليل دلالات المكان في قصص الأديب نحوي تساعدنا في معرفة الكاتب إذ يتجاوز الفضاء دلالات على المكان كي يغرس أبرز أشكال الواقع ويحمل موقف الكاتب منها ورؤيته النقدية وهذا يؤكد وظيفة الفضاء في تشكيل العالم القصصي من خلال مايوجزه من أدوار يتزاوج فيها الجمالي والفكري الذاتي والموضوعي والمتخيل والواقعي .
وقدم الكاتب محمد جمعة حمادة دراسة حول العلاقات الاجتماعية وحركة القص في عدد من أعمال نحوي وهي (حتى يبقى العشب أخضر ، وقد يكون الحب ، وقصة أبو السيوف ) لافتا إلى أن مايكتبه الأديب نحوي ليس قصة أو أدبا أو إبداعا فحسب وإنما تاريخ للإنسان العادي البسيط حيث يشعر القارئ بأن اللغة زاخرة بالمعاني الحية والحارة وأن الشخصيات من لحم ودم ،عالم فني يعبر عن وقع الوجود في وجدان الأمة، لا يضيع ذاته في رحاب المطلق وإنما يقتنص من هذا المطلق مايسعفه على أداء مهمته الوظيفية بإعطاء شكل تعبيري لأحلام الجماعة وتطلعاتها، مخاوفها وخبراتها المتراكمة، ومعاناتها عبر أفراحها، وآلامها وهزائمها ونشوة فرحها لتحدي الآلام والمعاناة .
أما في الجلسة الثانية فقدم الأديب محمد زياد مغامس قراءة نقدية ودراسة تحليلية لرواية “آخر من شبه لهم” موضحا بأن الرواية سردية بامتياز مملوءة بالاسترجاع المتقن والوصف الدقيق المحرض على المتابعة المملوء بالمونولوج الاسترجاعي الباعث على استكمال وصف الحدث، فالرواية حقا تعتبر جزءاً من ملحمة النضال العربي الفلسطيني الدائم المستمر حتى يوم التحرير ، مقترحا بأن يمنح الكاتب الروائي الجنسية الفلسطينية وعضوية الشرف في اتحاد الكتاب الفلسطينيين لأنه كاتب مبدع ومؤرخ دقيق لأحداث الثورة الفلسطينية حتى يوم التحرير والنصر .
واختتمت الجلسة الثانية الكاتبة نسرين الصالح فأضاءت على المهمشين في عدد من قصص الأديب نحوي وهم (الدبة الحمراء ، وحل ودم ، وعيوش) من مجموعة (حكايا للحزن) مشيرة إلى أن سمة التهميش عند الأديب نحوي تظهر في ثلاثة محاور: المكان ، والمكانة ، والطبقة الاجتماعية، وأن كتاباته عن المهمشين تظهر مسؤوليته نحو المجتمع وأصالة انتمائه وعمق شعوره الوطني.
ت : هايك أورفليان