أولى عروض المونودراما… ” حبة سكر ” حلاوة تخفي وراءها حياة بطعم العلقم

الجماهير – عتاب ضويحي

“حبة سكر ” أولى عروض مهرجان المونودراما الثالث، الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا – مسرح حلب القومي، برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، على مسرح دار الكتب الوطنية.
عمل مسرحي من تأليف محمد فاقي وإخراج محمد ملقي، لم تنسج خيوط حكايته من ضرب الخيال، ولم تكتب كلماته من وحي بعيد عن الواقع، كان حكاية بطلة العمل الممثلة “سلاف الكرز” التي تنقلت على خشبة المسرح بقدمها المصابة، كنحلة توزع عسلها في كل ركن من أركانه، تروي حكايتها هي، ومعاناتها مع “حبة السكر” التي حرمتها كما حرمت الكثير ممن يعيشون نفس حالتها من الاستمتاع بأبسط الأشياء، براءة وعفوية الطفولة، أحلام المراهقة والشباب، حلم الأمومة والإنجاب، محولة حياتها لسيل معاناة طويل، وتضفي على أيامها مرارة العلقم.

وذكر محمد حجازي مدير المسرح القومي أن العمل يعكس حالة اجتماعية وصحية لفئة كبيرة، ويحمل رسالة اجتماعية توجب العناية والاهتمام بأفراد هذه الشريحة وكشف معاناتهم، وسلاف واحدة منهم، استطاعت أن تعبر عن معاناتها، لكنها قاومتها بروح الإرادة وتفوقت على نفسها.
وأوضحت الممثلة كرز أنها أرادت من خلال العمل الذي كان متعباً لها كثيراً، أن تقدم كل مالديها من إبداع، من وحي قصتها الخاصة وتجربتها التي عاشتها، من زواجها الأول الذي انتهى بالطلاق، وموت أطفالها الثلاثة بعد ولادتهم مباشرة، إلى تعرض قدمها للكسر على خشبة المسرح واستعانتها بجهاز يعينها على المشي والحركة والسبب كله يعود” لمرض السكر”، لتجد في زواجها الثاني بارقة الأمل الوحيدة في حياتها عندما وجدت من يساندها في تحقيق حلمها، وتغيير مسار حياتها، موضحة أنها لم تكن تمثل بل كانت تروي حكايتها بكل تفاصيلها دون إضافات أو رتوش بشخصيات متعددة ، وتتمنى أن تقدم عروضاً أخرى في المستقبل تظهر إمكاناتها وقدراتها الإبداعية على خشبة المسرح، والتي بدأت علاقتها معه من عمر ال10 سنوات.

وعن رؤيته الإخراجية قال المخرج الملقي إنه أراد تقديم العمل الواقعي بطريقة غير واقعية، واعتمد على ديكور بسيط لكنه يخدم الأفكار ويوصل ما تريد أن تقوله الممثلة، إلى جانب اعتماد الدراما والضحك كما حياتنا، وإن غلبت الدراما، فكل الأحداث واقعية لم تأت من فراغ، كانت تعكس معاناة فئة كبيرة من الأشخاص، لاسيما الشباب، مع مرض السكر.

وفي نهاية العرض تم عقد جلسة حوارية حول العمل، والاستماع لآراء الحضور، ومنها ماكان إيجابياً يرى في العمل التميز والإبداع وعكس حالة إنسانية بصدق لأنه نابع من تجربة خاصة، ومنهم من وجد أن العمل يفتقد للنص الدرامي كما رأى ذلك الشاعر مزعل المزعل، في حين أكد كل من الفنانين غسان الدهبي وحازم حداد على عدم إعطاء آراء من قبل لجنة التحكم والمشاهدة لحين إنهاء جميع العروض حتى لاينعكس على آراء الجمهور المعني بالمحتوى والرسالة.
تصوير هايك أورفليان