الجماهير- بيانكا ماضيّة
ما الذي تتضمّنه هذه الثرثرات الحلبية؟ المكتوب واضح من العنوان، فحلب ولهجتها وعاداتها وتقاليدها، تراثها، تاريخها، حلب في الماضي، عادات وتقاليد وكلمات منقرضة، كل هذا يأتي في حلقات مصوّرة لليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان (ثرثرات حلبيّة) يقدّمها شاعر حلب صفوح شغالة والأديب عبد الكريم بيبي، تنفيذ شركة تشيلو جرافيك.
صفوح شغالة وعبد الكريم بيبي من أبناء مدينة حلب يجمعهما عمر واحد، فهما من مواليد عام 1956، الأول من حي المشارقة، والثاني من الجلوم، منطقتان عريقتان في حلب، تكتنزان الكثير من الذكريات والآمال والأحلام.
الاثنان عاشقان لهذه المدينة، ويحفظان كل تفاصيلها، وللطفولة صور وذكريات تأبى أن تتخلى عنها الذاكرة، لذلك سيتوقفان كثيراً عند هذه الذكريات التي تعيد للتاريخ الحلبي ألقه، فبعد أن فرقتهما الأيام عادت لتجمعهما على حب حلب والاسترسال في أيامها الماضيّة وتاريخها العريق.
كل حلقة من هذه الحلقات تتحدث عما يخطر ببال أحدهما عن حلب، أشياء لن نتوقع أن نسمعها، وأشياء قد نسيناها، وأشياء لم نرها، وأشياء قد نسمع عنها للمرة الأولى لأنها رحلت مع الماضي، ولكن هذا الانقراض الذي تعرض له الكثير من تراث حلب، قد يستعاد بفضل محبّي حلب، فهم ينبشون عنها ليعيدوا ألقها من جديد، وليعرّفوا الأجيال عمّا كانت عليه هذه المدينة من تراث وعادات وتقاليد.
حلب التي ذكرها التاريخ على أنها أقدم مدينة مأهولة، لم يكن الأمر كذلك وحسب؛ فحلب هي المدينة التي ولد فيها التاريخ!.