الجماهير – أسماء خيرو ..
متنقلا مابين الحلم والواقع سلط العمل المسرحي “الأخطبوط” الضوء على قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل إطار العائلة ليشير إلى عمق التشوه الذي تتركه هذه الحادثة في النفس الإنسانية وذلك ضمن استمرار عروض مهرجان المونودراما في دورته الثالثة الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون مع مديرية المسرح القومي في حلب على مسرح دار الكتب الوطنية .
العمل من تأليف وتمثيل عمر نعمة وإخراج فاطمة جاروخ ويروي حكاية الشاب كريم الذي يعاني الكثير من العقد النفسية التي تؤرق حياته نتيجه حادثة اعتداء جنسي تعرض لها في الصغر ، عقد تتلى تباعا وتتداخل بالتنقل مابين الحلم والواقع لتعرض للمتلقي شريط حياة كريم على هيئة ثمانية أبواب بعدد أذرع الأخطبوط وبأرقام مختلفة ، هذه الأبواب تظهر لكريم في الحلم وتكبله حد الاختناق لتذكره بوالده صانع الألعاب الذي كان يستخدم الألعاب ليحقق غايته الدنيئة بالاعتداء عليه والإيحاء له بأنه أحد آلهه الفراعنة ، وبوالدته الغانية التي تبيع جسدها للرجال ، وبنفسه العارية التي تقول الحقيقة الخالصة بتجرد دون أي انحياز ، وشيئا فشيئا ونتيجة لتلك التشوهات العائلية والنفسية يصاب بحالة من الفصام والهستيريا تؤدي إلى فقدانه التوازن العقلي ويتحول إلى مجرم فيقتل أمه وأباه ومن ثم ينهي حياته التعيسة تلك بالانتحار .
وأشار مؤلف وممثل العمل نعمة إلى أن العمل استهدف بالدرجة الأولى الأهل لأنهم هم المعنيون بالتربية والتنشئة وسلامة شخصية الإنسان العقلية والنفسية مبينا بأنه اقتبس النص من الواقع وأنه استطاع التنقل مابين الشخصيات المتعددة بدراسة العوالم الداخلية لكل شخصية، والتي احتاجت منه الكثير من الجهد والوقت للوصول إلى الأداء المقنع آملا أن يكون قد قدم مايرضي أذواق الجمهور .
وعن رؤيتها الإخراجية لفتت جاروخ بأنها حاولت أن تعبر بالأبواب الثمانية التي تم ترقيمها بأرقام مختلفة إلى الأشياء والحوادث التي يخزنها الإنسان في عقله الباطن ولايرغب بأن يطلع عليها أحد ، إنها تمثل كود الأسرار التي لايصرح بها إلا في الأحلام، مضيفة بأنها حاولت من خلال فكرة النص الإشارة إلى ضرورة المعالجة المبكرة لمشكلة التحرش الجنسي عند الطفل فإن لم تتم معالجته سيفضي إلى الكثير من العقد والأمراض النفسية التي ستكون عاقبتها وخيمة على الفرد والمجتمع .
ت : هايك أورفليان …