· محمود علي السعيد
أفضت إلى الريح بالأشكال أنساق فاستيقظت في كتاب الروض أوراق
تزجي إلى القمر الجوري قبلتها وقارب الليل فوق الموج رقراق
إضمامة الصمت تلهو في مساكبها يغط في كهفها الفضفاض مشتاق
ضاقت بي الشمس ضوءاً واشتعال هوى وأقفرت في ضلوع الوجد أطباق
كانت لمضرب أرقام الصدى عبقاً يأوي إلى صدرها المضياف عشاق
واليوم ظلّ جفا التشكيل قامته وضنّ في بوحه باللون إشراق
وقبض حلم يضخّ النوم رونقه هيهات تغلي قباب الوصل أعماق
أحبة العصر أرهقتم جوارحنا وحاصرت فيكم الضحكات أطواق
وأسقط الهجر عنقوداً يجمّلنا ضجت لمرآه يا ورقاء أحداق
فيك الوضاءة من عهد الصبا ألق ودورق الصبح بالأنسام دفّاق
قطعت بالبعد قرباً كنت أحضنه وما أطل على المظلوم إشفاق
كم مرة أفصحت عن طهرها مقل كي تستجيب لهمس الروح آفاق
فراعها من صروف الدهر منعطف وصفقت لقيود الطقس أعناق
مرابع الورد ما عادت طلائعها تشجي الحضور وفيض العطر سبّاق
تفرّق الجمع في أعقاب مجمرة وهودج البرق فوق الغيم خفاق
وطاف في قلعة الآلام معتقد يشيع إقراره بالسحر ورّاق
خيّرت بين الجوى أو غيره أرقاً وجهان للقلب إمساك وإعتاق
أغدقت في اللوم أوقاتاً مطوّلة ما عاد يجدي لطمس الجرح إغداق
تهرّأ الصبر في أحضان مقرئة وضللت خطوة الأشواق أنفاق
قومي إلى الكأس فالأوجاع مقودها مهما تقلبت الأجواء ترياق
***