الجماهير – أسماء خيرو
حاول العرض المسرحي الخامس بعنوان” الأب ” من مهرجان مونودراما الشباب الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون مع مديرية المسرح القومي على مسرح دار الكتب الوطنية أن يشرح عاطفة الأبوة عبر مزيج متباين من المشاعر والأحاسيس التي تفترس الروح إلى حد الضعف والموت انتحاراً من ألم الوحدة والفراق ..
وجسد شخصية” الأب” في العمل المسرحي الذي من تأليف محمد فاقي وإخراج نور الدين حلبي الشاب الممثل وسام عبدو فقدم كل التصورات المخيفة من خوف وقلق وضعف تلك التي تنتاب الأب لمجرد ذكر محنة الوحدة والفراق نتيجة الإصابة بالعمى وموت الزوجة والابن، فالحياة تبدو مخيفة لرجل في العقد الخامس من العمر يعيش على أصوات الذكريات متلمسا ملامح كل من زوجته ريتا التي توفيت بعد الولادة ، وابنه الذي توفي إثر حادث أليم بعد أن وهب حياته له وقام بتربيته وتبرع له بكليته وعينيه ، هذه الذكريات الأليمة ظلت تلاحقه إلى أن أنهى حياته بالانتحار .
وأوضح المخرج حلبي بأنه أراد أن يسلط الضوء على تضحية” الأب ” وعطائه الذي لاحدود له لأن معظم الأعمال الدرامية والسينمائية نادراً ماتتحدث عن هذه العاطفة في حين حياتنا الواقعية زاخرة بها لذلك كان لابد من إعطاء هذا الشخص بعضاً من حقه مبينا بأن العمل واقعي اجتماعي يحمل رسالة العطاء وأنه حاول في رؤيته الإخراجية الاعتماد على الديكور البسيط الذي فيه الكثير من الرمزية .
وأشار الممثل عبدو بأن مشاركته في المونودراما تعد الأولى من نوعها وكانت بالنسبة له تجربة مثيرة وخاصة بأنه تقمص شخصية الأب الخمسيني وهو مازال في عمر الثالثة والعشرين إذ تطلب منه لإتقانها الكثير من الجهد للوصول إلى إحساس الأب الذي يعاني من آلام الظلام والوحدة والفراق والاشتياق ، موضحا بأنه استفاد كثيرا من المشاركة إذ استمع إلى الكثير من الآراء التي ستجعله يطور من أدائه في المستقبل …
وتباينت الآراء في الجلسة الحوارية التي عقدت حول العرض المسرحي والمهرجان بصفة عامة.
إذ قال المخرج حازم حداد : بأن ديكور العرض المسرحي كان غير منسجم مع الشخصية وحالتها المادية وانطباعاتها الفكرية مضيفا بأن الممثل وسام موهبة متميزة وفريدة من الطراز النادر الذي يملك أدواته بطريقة جيدة ولكن التنقل مابين الشخصيات لم يكن موفقاً به.
وأشاد كل من ماروت صوفي وسلاف الكرز والمحامية رانيا وحكمت صانجيان بالعمل ككل وبأداء الممثل مبينين بأنه عمل متكامل نصاً وإخراجاً وتمثيلاً أثار لديهم العاطفة إلى حد الشعور بالألم والمعاناة الحقيقية .
وأبدى الفنان ناصر وردياني رأيه بالمهرجان ككل إذ قال: بأن المهرجان حتى هذا العرض لم يوفق بأي نص لافتا إلى أن الممثلين الشباب الذين قدموا العروض يمتلكون طاقات ومواهب جميلة ضاعت مابين فكرة النص وتشوش الرؤية الإخراجية.
وقال أحمد مكاراتي مدير المهرجان: بأن المخرج والبطل أعطا أهمية للعلاقة الرومانسية مابين الزوج والزوجة على حساب تكريس قيمة العطاء مضيفا بأن الممثل وسام تميز بالأداء القوي .
وقالت الفنانة سوسن علي بأن استعارة الصوت أثناء التنقل مابين الشخصيات أدى إلى عدم وضوح بعض الكلمات مشيرة إلى أن هناك الكثير من التفاصيل كان يجب الانتباه إليها .
وتساءل محمد الشيخ حول العروض هل لامست الهموم العامة أم هي حالات شديدة الخصوصية؟ .. ولماذا انتهت ثلاثة عروض في المهرجان بمصير الانتحار؟ …
ت هايك أورفليان