الجماهير – أسماء خيرو
المرأة حين تتحسس الأمل والتفاؤل وتقف على ركام الخيبة واليأس منتصرة على همومها وأحزانها كان على مؤلفة ومخرجة وممثلة العمل سوسن علي أن تعالج قضيتها وتسلط الضوء عليها بأسلوب كوميدي خفيف الظل دون أن تترك للملل أو الشرود أن يتسلل للحضور وذلك خلال تقديمها مونودراما ” لاتنطفئ ” ضمن استمرار عروض مهرجان الشباب للمونودراما الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا، المسرح القومي في حلب على مسرح دار الكتب الوطنية .
حكاية العرض المسرحي ” لاتنطفئ ” بسيطة جدا تروي قصة امرأة لها تاريخ فني لايستهان به تركت الفن لأجل من تحب ولكنه في المقابل تركها ليتزوج بأخرى فتقرر الطلاق منه والعودة للتمثيل لتدافع عن كيانها الذي سلبه الزوج الخائن ولكن الواقع يصدمها خلال بحثها عن عمل فلم يعد أحد يرغب بها في الوسط الفني ، وتكتشف بأن الزمن قد تغير وحتى تواكبه عليها أن تجري عمليات التجميل حتى تخفي آثار الزمن من وجهها وجسمها لكي تعود مطلوبة في الأعمال الفنية، ولكن أوضاعها الاقتصادية لم تسمح لها بذلك ، ومابين كبرياء وخيبة ورجاء تتحسس الأمل القابع بين ثنايا القلب لتنهض وترفع راية التفاؤل وتقف على ركام الخيبة واليأس مرددة كلمة لن أنطفئ… لن أنطفئ …
وأوضحت الممثلة علي بأنها اقتبست فكرة العمل من الواقع مبتعدة بالنص عن الرموز والدلالات حتى تقدم عملا واقعيا بسيطا جدا يلامس حياة كثير من الفنانات اللواتي ابتعدن عن الفن لأسباب عديدة، وأن الحضور اعتقدوا بأنها تقدم سيرتها الذاتية ولكن هذا ليس صحيحا ،فقصة هذة المرأة لاتمت لحياتها الشخصية بأية صله مبينة بأن الرسالة التي أرادت أن تقولها من خلال عملها هذا هو بأن على الإنسان أن لا يفقد الأمل حتى لو صادفه الكثير من الصعوبات والعراقيل مضيفة بأن فن المونودراما من أصعب الفنون المسرحية تستنزف طاقة الممثل وتحتاج إلى حرفية عالية وإلى انتقاء العمل الذي يناسب الحالة الجسدية والفئة العمرية .
ومن بين الآراء التي تحدثت حول العرض المسرحي قال الكاتب محمد أبو معتوق بأن العرض كان خفيفا ولطيفا بسيطا وقريبا من القلب جعله في حالة انتباه مستمر وأن لازمة ( شد – شفط – نفخ ) التي كررتها الممثلة خلال العرض شكلت لازمة فاتنة لسياق العمل إلى درجة أن الحضور كانوا متفاعلين جداً معها.
ت : هايك أورفليان