بقلم محمود جنيد
لأول مرة يداهمني مثل هذا الشعور عندما أتلقى نوعاً من تلك الأنباء الصادمة على الرغم مما سبقها من ارهاصات ( التقدم بالعمر ، مرض، إشاعات سبّقت على الأقدار) ..
قد يكون الأمر متعلقاً بوجودي خارج مضارب أيقونة الدنيا “حلب” التي باحت لي بوجعها اليوم عبر تطبيق التخاطر الروحي : رحل الفخري صباح؛ أبو القوس الذي شدَّ بصوته الاستثنائي نشّاب هويتنا التراثية و الفنية، ليدق بها أبواب العالم ويكرس حضورها الأخّاذ، في التاريخ و الوجدان.
من قال إن القلاع الشامخات الشاهقات الراسيات، تترك مكانها وتطوي أسوار تاريخها وتمضي.. الفخري باق في خلايا الذاكرة و الوجدان، مابقيت جذور حلب وحضارتها ووجودها الأعرق في التاريخ ..
هذه هي ..نسمات الصباح ..روح الفخري ترحل وقد حلقت بأجنحتها إلى عوالمها الجديدة، مخلفة وراءها أثرها الذي لا يموت، وها أنا ذا أخط سطوري على أنغام: “من عيسهم قدموا للمرحلة جودي، ماعاقهم ع المسير من الظما جودي .. مات الكرم بعدهم و العز و الجودي ..وشربت ع فقدهم كاسات حنظل ومرّ..آه و أواه ما أصعب نواهم ومر”..!!