رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون: القامات لا ترحل … تنتقل… وتبقى بقاء الإنسانية بما خلّفت وراءها
الجماهير / أسماء خيرو
أشار عبد القادر بدور رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون خلال حديثه للجماهير في رثاء الفنان “صباح فخري ” إلى أن القامات لا ترحل بل تنتقل وتبقى بقاء الإنسانية بما خلفت وراءها، مضيفا ترحَلُ الأجسادُ ويبقى الفكر وما بناه الإنسان ُ شَواهِدَ على بقائِه بقاءَ الانسانيةِ ، ينتقلون وتبقى ذكراهُم عالقةً في النفوسِ والوجدان، ومآثرُهُم مَنارةً حاضرةً في البلدان، وكأنهم ربيعٌ دائمٌ … لا يعرفُ الخريفُ إليه طريقاً، ولا يعرفونَ معنى الخذلان .
كيف سنعتبر أن الفنانَ الكبير صباح فخري (أحدَ رموز الفن في سورية وأحدَ أعمدة الفن العربي والشرقي في العالم) قد رحل؟ , وفي كل عقد من الزمان بل في كل عام نرى مِن أولاده و مِن أحفاده و مِن طلابه و مِن خريجي مدرسته , مَن يقتدي به و يسير على دربه في حُبِّ بل في عِشق ذلك الفنِّ الذي ميّز السوريين طيلة المئة عام الأخيرة في كلّ أنحاء المعمورة ولا يزال ؟ .
كيف يرحل مَن زرع الفلّ والياسمين والورد في النفوس وفي القلوب , و كلما علت أنغام وكلمات تلك المميزات من القدود والموشحات والأدوار والأغاني فاح عبقها بهجةً وسعادة وسروراً وراحةً للنفس وللروح وجعلت السكينة والهدوء كالظل الذي نبحث عنه ووجدناه .
عدا عن أن الفن هو مرآة الشعوب ونتاجه ارتقاء لذواتنا , فالفن هو حصن الذات البشرية من التردي نحو كل سوء , وصباح فخري هو أحد أهم هذه الحصون والقلاع التي صانت هذا الفن وحفظته وطورته ونشرته والتي لن ترحل ما بقيت الإنسانية .
فهل رحلت أم كلثوم و لا تزال البشرية تردد أغانيها حتى هذه اللحظة؟ !
وهل رحل نزار قباني وعمر أبو ريشة و كلماتهم ما تزال حاضرةً فينا نرددها ونتناقلها من جيل إلى جيل !
صباح فخري سيبقى في نفوسنا نردد من خلاله تميزنا في كل بلاد الدنيا..