الباحث محمد قجة : صباح فخري شخصية استثنائية ملأت الزمان والمكان بتفرد وتميز

الجماهير – أسماء خيرو

عبر الباحث محمد قجة عن حزنه العميق لوفاة الفنان صباح فخري معنوناً حديثه عن الراحل …بالعملاق الحلبي… في رحلته الأخيرة .
– ليتابع حديثه بالقول : نحن أمام شخصية استثنائية في مجال الفن الراقي والطرب الأصيل صباح فخري يملأ المكان والزمان بتفرد متميز حنجرة ذهبية وصوت رجولي ندي محبوب، ولغة سليمة بليغة، ومقدرة باهرة على التحكم بمخارج الحروف ، ونفس طويل في الغناء ساعات وساعات .
– دخل في النطاق الفني مبكرا ، منشداً في الزوايا الصوفية المنتشرة في حلب ، وأهمها الزاوية الهلالية التي خرجت كبار المطرببن في حلب ،وعمل مؤذنا لفترة من الزمن ، ثم دخل باب الطرب الحلبي الأصيل من أوسع أبوابه .
– برز صباح فخري من خلال اهتمامه بالقدود الحلبية والموشحات والتراث الشعبي في أزجاله ومواويله
ومضى ينبش في هذا التراث الممتد عبر آلاف السنين، وموسيقى الفارابي ، وغزارة الموشحات الأندلسية التي تدفقت على حلب بعد سقوط حواضر الأندلس.
وكان لصباح فخري دوره الهام في إحياء تلك النصوص والألحان ، وإضافة ألحان أخرى جديدة. مثل :
خمرة الحب اسقنيها .
– تعود علاقتي بصباح فخري إلى أكثر من أربعة عقود مطربا نتابع نشاطه ونحضر حفلاته ونستمتع بصوته وأدائه المتميز ،ولكن العلاقة توطدت بيننا خلال احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 التي دامت عاما كاملا (وكنت الأمين العام لتلك الاحتفالية ) وفي حفل الافتتاح كان هناك دور للفنان الكبير صباح فخري وكذلك في اليوم التالي ، وتتابعت حفلاته في المسرح المخصص للاحتفالية أو مسرح قلعة حلب ، وكان خير ممثل لحلب المحروسة وتاريخها وتراثها .
-كنا ننسق معا لبعض الأنشطة ، وأستشيره في قضايا الحفلات الفنية، وكان كثير الزيارة لي في مكتبي في الأمانة العامة للاحتفالية، وفي مكتبي في جمعية العاديات ،كما كان يزورني في منزلي ، وصدف مرة أن كان عندي الروائي المصري المشهور “جمال الغيطاني”، وكم كان سروره عظيما بلقاء صباح فخري .
– أخبرنا جمال الغيطاني أن النخبة المثقفة في مصر يستمعون إلى صباح فخري باهتمام . وقد شكلوا في القاهرة ” رابطة محبي صباح فخري” برئاسة عمرو موسى وزير الخارجية الذي أصبح فيما بعد الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأقامت الرابطة حفلا لصباح فخري دام سبع ساعات مما اضطر الوزير أن يلغي مواعيده الاخرى .
– دخل صباح فخري موسوعة غينيس بعد أن غنّى في فنزويلا عشر ساعات متواصلة.
– وفي رحلة لي بالقطار من مدينة ” اوفا ” عاصمة جمهورية بشكيرستان إلى موسكو لمدة أربعين ساعة ، كان في المركبة شاب يحمل مسجلة وينطلق منها صوت صباح فخري في تلك البلاد البعيدة . ولما سألنا الشاب كيف وصل الشريط إليه ، أبلغنا بعربية ضعيفة بأنهم من التتار المسلمين وأن الروس محتلون ، وأنهم في منزلهم يتحدثون قليلا بالعربية ولذلك يحتفظون بكتب وأغان عربية .
وفي مطعم فاخر في مدينة فاس في المغرب كان صوت صباح فخري يصدح : يارايحين ع حلب حبي معاكم راح
-احتفظ له بصورتين برفقته :
الأولى شعار احتفالية حلب عاصمة للثقافة، وأنا أضع هذا الشعار على صدر الصديق الفنان صباح فخري بعد إحدى حفلاته، والثانية صورة عائلية يتوسطها الكبير صباح فخري في مناسبة زفاف ابني زيد الذي تكرم بإحيائه الصديق الكبير صباح فخري.
تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه وألهمنا جميعا وأسرته الكريمة الصبر والسلوان .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار