الجماهير- عتاب ضويحي
أقامت مديرية ثقافة حلب – مركز ثقافي العزيزية أمسية قصصية شارك فيها الأدباء بسام الرمال، فيصل خرتش وبشار خليلي، على مسرح المركز أمس.
وفي قصة “لجين” سلط الكاتب الرمال الضوء على قضية مجتمعية لايزال الكثيرات يعانين منها، ألا وهي “زواج القاصرات” وهيمنة الفكر الذكوري على مفاصل حياتهن “من خلال شخصية لجين الفتاة الجميلة ذات ال16 ربيعاً، تتزوج من” ديبو “الذي يغار عليها من نسمة الهواء، ويمنعها من أبسط حقوقها، ويحسب عليها الخطوة، وعندما يقع في مأزق ويدخل السجن نتيجة صدمه لشخص بسيارته وتسببه بنزيف دماغي له، كان كل تفكيره وهمه هل رجعت زوجته إلى المنزل بمفردها مع رجل غريب؟، استعان الكاتب ببعض الكلمات والجمل من اللهجة المحكية، وبأسلوب فكاهي محبب، ولايخلو من التهكم.
وفي مغامرة قصصية ألقى الكاتب خرتش قصته “سوق العجائب” متنقلاً بالمتلقي بين واقع معاش وخيال واسع، فمن وصفه لسوق الخميس المترع بالخردوات والأشياء والأدوات عديمة الفائدة، إلى وصفه للمرأة العجوز بائعة الجن الصغير، وحلمها الذي لم يفارقها يوماً رغم مرور السنوات بأن تلتقي بمن أحبته يوماً، ليتحقق حلمها وتنتهي القصة بذلك اللقاء، رسم الكاتب البيئة الزمانية والمكانية بدقة متناهية، وما إن تنتهي حبكة، حتى تبدأ حبكة درامية أخرى أكثر تشويقاً.
وانتهت الأمسية بقصة “أغنية سهير” للكاتب خليلي، تناول فيها قصة بطلتها “سهير” مغنية عشقت الغناء، لكنها عشقت أولادها أكثر، تحملت وعانت الكثير من الوجع والألم مع مرضها وكابرت، إلى أن وصل بها المطاف إلى الموت بصمت، مودعة أطفالها وأمها، والأغنية التي تحب، أسلوب الكاتب الإلقائي أعطى للقصة أبعاداً إنسانية إلى جانب الكلمات الجزلة، والمعاني المكملة للمفردات، استطاع أن يدخل قصته إلى قلوب المتلقين.
تصوير _هايك أورفليان.