الجماهير – أسماء خيرو .
قدم المشاركون في مهرجان عمر أبو ريشة دورة د. “علي الناصر” على مدى جلستين كاملتين قراءات تحليلية تمحورت حول السرد والتجديد والغنائية والرومانسية والتعبيرية في أعمال الدكتور علي الناصر وذلك في ختام المهرجان الذي أقامته مديرية الثقافةفي حلب ضمن فعاليات مهرجان أيام الثقافة السورية” أصالة وتجدد “وذلك في صالة تشرين في السبيل.
وافتتح الجلسة الأولى محمد سمية مدير المركز الثقافي في الصاخور فقرأ ماقاله الكتاب العرب عن أعمال علي الناصر ، وتلته الكاتبة ضحى عساف فقرأت عددأ من القصائد النثرية من أعمال الأديب .ومن ثم تحدثت الأديبة غالية خوجة عن الرومانسية التعبيرية في أعمال علي الناصر الشعرية موضحة في لقاء للجماهير بأن قراءتها محاولة لاكتشاف ماوراء النص لدى الشاعر من خلال البعد العميق للرومانسية وتحولاتها وبداياتها سواء بتضحياتها ومباشرتها أو من خلال الطريقة الغنائية والضمير ، وأيضا محاولة لاكتشاف البعد الخفي في النصوص والقصائد والسرد، هذا التحاور الوجداني بين لون الروح وغلبة اللون المتفائل رغم الحزن العميق ، مشيرة إلى أن الأديب علي الناصر يعتبر من الأسماء الأولى في حركة شعر التفعيلة في العالم العربي ،حيث استطاع أن يقدم في نصوصه الشعرية المشهد الروائي والمنصة المسرحية كوحدة كبرى داخلها صور أخرى تتركب منها المشاهد لتعطي القارئ إما القصيدة الغنائية وإما المسرحية .
وفي الجلسة الثانية كانت البداية مع الدكتورة أمينة الحمد فتحدثت عن السرد في عدد من أعمال الأديب علي الناصر موضحة للجماهير بأن الأديب اعتمد على المكونات السردية في نصوصه الشعرية بدءاً من الشخصيات والزمان والمكان وصولا للحدث والإنسان السارد ،هذه العناصر استطاعت أن تمنح الشاعر مجالاً كي يعبر عن النوازع البشرية ، حيث استطاع أن يوظف جميع عناصر السرد في نتاجه الأدبي ليتحدث عن سيطرة الغرائز رغم المحاولات لكبتها وبالتالي نقد المجتمع وسلط الضوء على سلبياته ، مما يستدعي دراسة هذا الجانب في نتاجاته كاملاً للوصول لرؤيته الفكرية والنقدية ..
الأديب إبراهيم كسار بدوره قدم قراءة تحليلية للتجديد والغنائية في الشعر والنثر في أعمال الشاعر علي الناصر مبينا بأن علي الناصر شاعر مجد اشتغل على النص كثيراً لذلك يرى القارئ النص يتدفق بالحيوية، إذ أنه يتوغل في عمق الذات الإنسانية ويستجدي مكامنها، وهو شاعر يحمل نفساً نزقة مزاجية لاتركن إلى الاستقرار تسعى دائما للانطلاق والتجدد وتلك كانت من أهم الدوافع التي أدت إلى كسر رتابة الشعر التقليدي لديه والبحث عن طريقة شعرية جديدة أوصلته إلى الخروج عن العروض في الأوزان والقوافي الشعرية ،وجعلته أيضا ينوع في حروف الروي مما أوصله بحق إلى شعر التفعيله بل أيضا إلى مايسمى قصيدة النثر، وهو يعد بذلك رائدا دون منازع في عصره، نتاجاته تمتلك غنائية جميلة وتجديدا في الإيقاع ..
وختمت الجلستان بعدد من المداخلات تمحورت حول الشاعر والأسلوب الذي تميز به..
ت : هايك اورفليان …