الجماهير – وسام العلاش
حب الوطن وعشق المحبوبة، الوفاء والحنين للريف والقرية وطبيعتها الخلابة، تلك مجموعة أفكار كانت تنساب بشاعرية لأذهان المتفرجين على مدى ساعة ونصف من الزمن فتشدهم لمتابعة فيلم “العاشق” الذي تضمن مشاهد امتازت بالفكاهة تارة والجّدية والرومانسية تارةً أخرى ومع هذا المزيج من التناقضات بين الزمن الحالي والماضي روى فيلم “العاشق” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد والذي يعرض ضمن مهرجان أيام الثقافة السورية ” الثقافة أصالة وتجدد” على مسرح المركز الثقافي العربي في العزيزية، قصة حياة مخرج سينمائي يصور فيلمه الأول ويقوم هو بمونتاجه ليعبر بالمشاهد من خلال ذاكرته إلى قريته الساحلية الصغيرة والمهمشة مستعيداً ذكريات الطفولة ونشأته فيها ومعاناته وقصة حبه الأولى وماصاحبها من خيبات وآلام بعد أن تركته حبيبته.
ثم ينقل المخرج المتلقي إلى دمشق بمشاهد يحكي فيها معاناة البطل أثناء الدراسة وما واجهه من ضغوطات جديدة وعلاقات مختلفة فرضتها حياة المدينة ليعيش قصة حب جديدة مع ابنة الجيران التي تعاني من قسوة عائلتها المحافظة حيث يسرد العاشق حكايته عبر تداخل في الأزمنة بين طفولته وحبه الأول في قريته وبين الزمن الحالي في دمشق .
وبين الممثل غسان الذهبي خلال تقديمه الفيلم بأن المخرج عبد اللطيف عبد الحميد استطاع أن يصور الحياة السورية المعاصرة وما اكتنفتها من أحداث وتقلبات وخيبات على كافة الصعد واصلاً حقبة السبعينيات مع يومنا الراهن مواكباً بذلك سينما الوثيقة التي تصور الوضع المعيشي للمواطن السوري من وجهة نظر موضوعية تحمل مسؤولية الإضاءة على واقع الإنسان السوري وخيباته وآماله وتطلعاته نحو غدٍ أفضل .
وأضاف الذهبي خلال حديثه بأن الفيلم استبعد مرات عدة في مهرجانات الوطن العربي لكنه حضر في دمشق واليوم في حلب كما أنه الرقم العاشر من سلسلة أعمال عبد اللطيف عبد الحميد منها ” العاشق” من تأليفه وإخراجه والذي أنتج في عام ٢٠١١ .
يذكر أن فيلم ” العاشق” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وهو من قصة وسيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وبطولة الممثل عبد المنعم عمايري، وديمة قندلفت، وفادي صبيح، وقيس الشيخ نجيب .
ت: هايك أورفليان