الجماهير – عتاب ضويحي
مجموعة من المهمشين في بقعة ما على هذه الأرض، لاينتمون لزمان معين، كل واحد منهم له قضيته الخاصة، يجمعهم مصير واحد وصفة واحدة، يتحدون المصير المؤلم حيث التشرد والتسول، ولكن الطبقة الأرستقراطية تبقى المسيطرة على مصيرهم وتلعب بهم كحجر الشطرنج تحركهم متى تشاء وتتركهم متى تشاء، ووجودهم أحياء أو أموات لديها سيان.
أحداث كثيرة جرت بجو من الكوميديا السوداء في العمل المسرحي “دراما الشحادين” للكاتب الكويتي بدر محارب وإخراج فادي السعيد وتمثيل سلام إبراهيم، خلود آلاجاتي، محمد صباغ، موفق علبي وعبد الباري شهابي، على مسرح دار الكتب الوطنية، ضمن عروض المهرجان المسرحي الشبيبي الفرعي 32.
وأوضح المخرج السعيد أن الهدف من العمل النظر في قضايا المهمشين في العالم بطريقة إنسانية، حاولنا من خلال العمل طرح تغيير ورؤية مجتمعية جديدة لكيفية التعامل مع هذه الطبقة، وأوردنا فكرة المسرح داخل المسرح ضمن سياق الأحداث حيث لعب الممثلون مسرحية هاملت، واعتمدنا على خشبة مسرحية واحدة، مع اللعب بالإضاءة، وكان الديكور المعتمد بسيطا ويخدم فكرة العمل.
وعن أدوارهم في العمل، ذكر محمد صباغ ممثل مسرحي لل “الجماهير” أنه جسد شخصية جاك الذي يحب فيكتوريا وهما يعيشان بمسرح قديم مهجور، يتفاجأان بوجود أشخاص غرباء ومتشردين أيضاً، يلعبون لعبة التمثيل خوفاً من رجل الأمن، ويخلصوا أنفسهم من بين يديه، وينتهي به المطاف لقتل حبيبته فكتوريا بتحريض من الشرطي، ويعود لحياته من جديد.
خلود آلاجاتي مثلت دور فكتوريا، التي تبحث عن حب بلا مصلحة، تنتهي حياتها بالموت على يد جاك زوجها، وتدفن بأمر من الطبقة المسيطرة على الطبقة المهمشة من المشردين ليس إكراماً للميت بل خوفاً من تفسخ الجثة وانتشار المرض.
أما سلام إبراهيم فلعب دور اللورد جون ممثل مسرحي جار عليه الزمان، وأصبح متشرداً لا مكان له، يستطيع بخبرته التمثيلية إنقاذ المشردين معه من قبضة رجال الأمن.
في حين مثل موفق علبي دور آدوين، يخضع لسيطرة اللورد جون ويمثل أوامره دونما اعتراض، بعد أن كان محاسباً في إحدى الجمعيات الخيرية، ويطرد من عمله بسبب سرقته للأموال، لكنه يتحرر أخيراً من اللورد ويخرج من عباءته.
يذكر أن دراما الشحادين آخر العروض المسرحية المقدمة في المهرجان، وستعلن إدارة المهرجان في الحفل الختامي اسم العمل الفائز لتمثيل حلب في المهرجان المركزي.
تصوير – هايك أورفليان