رنا رضوان
عادَتْ رُباكِ وأشرَقَتْ بالنورِ
وَتزيَّنتْ بالنصرِ وَالتحريرِ
مرّتْ ثمانيةٌ عجافٌ وانتهَتْ
أَزَماتُها بصمودِكِ الأُسطوري
في كلّ بيتٍ للمسَرَّةِ بيرَقٌ
فالنصرُ جاءَ بفرحةٍ وسُرورِ
والشمسُ إذْ حَلَّ الأمانُ سَعيدةٌ
وبريقُها في سيفِكِ المَشهورِ
والقلعةُ الشمّاءُ هلّلَ وَجهُها
وَتضمَّخَتْ أسوارُها بعَبيرِ
والشعرُ ياشهباءَ فيكِ قد احتَفى
وأتى كمثلِ اللؤلؤِ المَنثورِ
مازلتِ للمجدِ العظيمِ مَنارَةً
إذْ قُلتِ لا..لن تُستَباحَ ثُغوري
قيَمُ البُطولةِ والرجولةِ والهُدى
ممْزوجَةٌ بتُرابِكِ المَعطورِ …
تَعِبَ الحَديدُ وما تَعِبتِ وهكذا
قد كُنتِ ياشهباءُ منذُ عُصورِ
زُمَرُ الضباعِ تَقَطَّعَتْ أوصالُها
لمّا أتاها منكِ جيشُ نُمورِ
وكأنّ إسرافيلَ حينَ تقَدَّموا
نحو الأعادي نافِخٌ في الصُورِ
فعلى الثرى كانَ الرجالُ صَواعقاً
وهُمُ على الأجواءِ مثلَ صقورِ
وبشائرُ النصرِ العظيمِ تلألأتْ
كالشمسِ تدحَرُ ظُلْمَةَ الدَيجورِ
والنصْرُ نُهديهِ لكلِّ مَنْ ارتقى
وعَلا كبدرٍ في السماءِ مُنيرِ
فالمجْدُ للشُهداءِ..مَنْ مَزجوا الثرى
بدمائهمْ رمزاً لكلِّ غَيورِ
مجداً لمَنْ جعَلوا الجراحَ بأنّها
عند القتالِ تزَيَّنتْ بصُدورِ…
لتَظلَّ أوسمةً على أجسادِ مَنْ
ساروا بنهجِ القائدِ المَنصورِ
يارَبّةَ الحُسنِ الذي لِدَوامِهِ
في العزِّ للباري نَذرْتُ نُذوري
لو قُلتُ في عددِ النُجومِ قَصائداً
بكِ تحتَفي لشَعَرتُ بالتَقصيرِ
فَهواكِ أكبرُ من كلامي.إنّما
هي قَطرَةٌ مِمّا يَفيضُ شُعوري.