أكرم مصطفى
ألا دعي الحزنَ غنِّي اليومَ يا حلبُ
لحنَ انتصارٍ فكم يحلو لكِ الطَّربُ
يا ويح قلبي على الشَّهبا و فتنتِها
حالتْ دماراً تلا الغدر الذي نصبوا
شجوُ المصانعِ لاقى حُزنَ صومعةٍ
تبكي على قمحِها الدُّرِّ الذي نهبوا
أوابدُ المجدِ تشكو نارَ غُربتِها
مآذنٌ فقدتْ ديراً به لعبوا
يا قلعة الأسْدِ كم ناحتْ حمائمنا
على شهيدٍ إذْ أرداهُ مغتصبُ
كلُّ الصَّحابةِ قد بانتْ براءتُهم
من جورِ شرذِمةٍ لِغيِّهم ركبوا
شُذَّاذُ آفاقهم في أرضنا اجتمعوا
باسم الإلهِ ذُبحنا , باسمه اغتصبوا
كنانةُ اللهِ عينُ اللهِ تكلؤها
صبراً على غدرِهم فالنَّصرُ يقتربُ
هبَّتْ إليهم أسودُ الشَّام واثبةً
حتَّى تُسطِّرَ ما تاقتْ لهُ الكتُبُ
جُندُ الإلهِ على أقدامهم سقطتْ
هاماتُ كفرٍ لنا الإجرامَ قد جلبوا
شهباءُ صبراً فبعد الشِّدةَ انفرجت
و النَّصرُ مقتربٌ مهما همُ اكتسبوا
أبا كريمٍ ستبقى الشَّامُ شامخةً
تطوي الأعادي ومنها ترجُفُ الرُّكَبُ
فنحنُ من أمَّةٍ قدْ سادت بعزَّتها
حتَّى انحنتْ هامةُ التَّاريخِ و الحِقبُ.