أزدشير عيسى
الصّامدون على حدود قلوبهمْ
الصّامدون بروحِهمْ لتُنعَّموا
قَدّوا الهوى منْ ذرْوةٍ في ليلةٍ
كاد العمى بظلامها يتأمَّمُ
ومدى المعارك في وطيسٍ أمردٍ
قد أرسل الأهوالَ كي تتكلَّمُوا
ومَدَى القَذَائِفِ وَالسُّهَا قد أشرقَ
وَسَوَادُ نَهْجِهمُ الغَبِيُّ مُلَعْثَمُ
وَكُؤُوْسُ لَهْفَةِ أَصْدِقَائِي تقتلُ
وَهُنَاكَ مُوتُ ضَفَائِرِي يَتَشَرْذَمُ
وَجُيُوْشُ كُفْرِهِمُ انْهِزَامُ جُنُوْدِهَا
قَبْلَ انْهِزَامِهِمُ الدَّنِيُّ تَقَسَّمُوْا
كَرِجَالِ عَبْسٍ لَانَهَابُ ظَلَامَهَمْ
بِسَوَاعِدٍ مَفْتُوْلَةٍ نَتَصَادَمُ
وَهُنا الضَّرَاغِمُ تَشْتَكِي ضَرَبَاتِنَا
بِسِيُوْفِنَا بِرَصَاصِنَا نَتَكَلَّمُ
نَنْعِي غُرَابَ شَآمَةٍ من غيِّهمْ
بِدِمَائِهِمْ أَقْدَامُنَا تَتَصَادَمُ
بِدِمَائِنَا كُتِبَتْ عُهُوْدُ جِرَاحِنَا
بِتُرَابِ أَجْدَادِ الْعُلَا نَتَحَزّمُ
ونسيرُ نهْجَك سيِّدي بسلامنا
وجنونُ حرفِ دمائنا يتعاظمُ
لِعُلَا دُعَاءِ جُنُودِنَا فُتِحَ الفَضَا
وَقُلُوبُنا وَجِرَاحُنَا لَتَسلّمُ
لطريقنا سرٌّ خفيٌّ عَنْكمُ
بجمالِ كنهِهِ سرُّ نورٍ مبْهمُ.