بيانكا ماضيّة
كيف “تُنسى كأنّك لم تكن”؟!
كيف، كيف تُنسى؟!
كناي بحّ صوته شوقاً لأصله، كنتُ..
وكنتُ أبثّك لحنيَ الحزين..
كيف “تُنسى كأنّك لم تكن”؟!
وقد بقي رنينُ خطواتنا على مرآى الآلهة رقُماً
لطالما تأمّلته؛ لأعيد صوغ معانيه..
كيف تُنسى وقد رسمتني آلهةً لحلمك البعيد؟!
وزرعتني في أرضك ياسميناً وحبقاً
وتناثرتَ في فضائي زهر ليمونٍ وعطرا ؟!
“ككنيسة مهجورةٍ تُنسى”؟!
كموتِ الإله على الصليب كنتَ..
كفجّ النور لحظة القيامة انبعثتَ..
“هناك من نثر الكلام على سجيّته ليعبرَ في الحكاية”
ولم تكن عابرَ طريقٍ أنتَ..
كنتُ طيفاً يواكب خطواتك، وكنتَ لي حاضراً وأمسا
“تُنسى كأنّك لم تكن شخصاً ولا نصّاً وتُنسى”؟!
كيف تَنسى اللغةُ حروفَها، وكيف يَنسى الوردُ عطرَه؟!
كشجرة زيتون معمّرة تظللتُ في فيئها أعواماً ودهرا
“من سيقول شعراً في مديح
حدائق المنفى أمام البيت”؟!
أنا من سيكتبك شعراً وقصائد
ويعيد تشكيل حاضرك وغدك نثرا
كيف كيف تنسى ياحبيبي؟!
وأنتَ الأسطورة الموشومة في تاريخي..
والنصُّ الأزليّ
وهديرُ الأبديّة أنتَ.