شعر || محمود علي السعيد
يا روضة الشفق البعيد تدفقي
بضلوع من حفظ الوداد وأرفقي
أشرقتُ فيك على المدى إضمامة
فيما تبقى من حضورك أشرقي
قلبي على ورق الغمام مضمخٌ
برحيق جمر الشوق منك فحلّقي
لو همسة في العمر يا قاضي الهوى
أنصف قليلاً أرتجوك وأشفق
من ذا يطيق من العقوق جحيمه
وأظن يا طبق الجوى لم يخلق
قلّبتُ كل وجوه من سلكوا الخطا
هجراً على طرق الزمان الأسبق
لم ألق صبّاً لم يُجنّ بظبية
شبّت على طوق الفضاء الأزرق
وكأنّ ظلم العاشقين قلادة
من لؤلؤ في العنق لم تتعتق
أبقي حديقتك التي توجتها
قمراً على صدر الظلام المطبق
مكتظة برقائق الماضي الذي
طرزته بجمالك المتألق
واسترجعي قبلات أروقة الندى
فياضة من ثغرك المترقرق
أنقى من الصوت المضرّج بالصدى
في كل منعطف ضمير المطلق
وأرقّ من طيف النسيم طراوة
تتخلّق الذكرى بأبهى رونق
لا بد أن يحنو على أوراقه
برضاب أقلام النوى المتشوق
ويطيّر الجمرات موقد غبطة
يقتات من فجر المدارات النقي
علّقتُ فيك مصير أطواق الضحى
فعلى غصون شغاف روحي علّقي
عنقود حبات الوصال مظلّة
تعتاش من عبق قطوف الزنبق
قولٌ على قول مناجمُك التي
أفضت بجوهر غرسك المتورق
وبصيص برعم نظرة براقة
عن رؤية الأحلام لم يتفتق
مهما يضّج بك الفراق محطة
ويغط في بئر الجهات الأعمق
قدرُ القطارات التي أطلقتها
يوماً على وقع الحقائق تلتقي