الجماهير – عتاب ضويحي
أقام فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب محاضرة بعنوان “حكواتي الشام.. النص والراوي” قدمها الدكتور فايز الداية، في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد.
وبيّن المحاضر من خلال عرضه لثلاث حكايات دور الحكواتي ومكانته الثقافية والاجتماعية وصفاته وكيف وثقت هذه الحكايات دور الحكواتي المميز عبر التاريخ.
ففي الحكاية الأولى “سيف الملوك وبديع الجمال “وهي من حكايات ألف ليلة وليلة الجزء الثاني، برز الحكواتي فيها كرجل محترم مواعيده ثابتة، يقصده الناس راغبة، شخصية مثقفة لها أبعادها الفكرية والفنية.
وفي المرجعية الثانية ذكر الدكتور داية أن كتاب “يوميات دمشقية” كتبه حلاق دمشقي في أوائل القرن 18، وثق فيه يوميات دمشق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بلغة فصيحة وعامية، ونقّح الكتاب عالم من علماء دمشق “محمد سعيد القاسمي” وأكمله من بعده ابنه جمال الدين القاسمي، إذ نجد في الكتاب والكلام للمحاضر وصفاً للحكواتي آنذاك” سليمان ابن الحشيش” وصفه بأنه وحيد عصره وفريد زمانه، يروي الحكايات العربية والتركية، ورغم أنه أمي إلا أنه مثقف شفهياً، وتطرق الكتاب إلى أن الحكواتي كان يجلس في المقاهي وفي الأسواق والساحات وله جمهوره.
أما كتاب “قاموس الصناعات الشامية” الذي يضم 340 مهنة دمشقية بأدق تفاصيلها، ورد ذكر مهنة الحكواتي كمهنة تتوازى مع باقي الحرف، وصنعة رائجة ليس في المقاهي بل أيضاً في البيوت وله أجر مقصوص.
وعن مهنة الحكواتي أوضح الدكتور الداية أنه مع دخول السينما في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، سحبت الأرضية من الحكواتي وخيال الظل، إضافة لظهور الإذاعة، وقدمت شخصيات عبر الإذاعة بديل الحكواتي وهو “القصاص الشعبي”.
وشارك الحضور بالمداخلات التي أغنت المحاضرة، و قدمها وأدار الحوار الباحث محمد جمعة حمادة.
تصوير – عماد مصطفى.