الجماهير- بيانكا ماضيّة
رؤيا كنتُ غارقة فيها حتّى الثّمالة، حتّى بلوغ المدى، كنت أنظر إلى الأعلى فأرى أقماراً بيضاء تبرق في صفحة السماء، وأشرطة خضراء، ودرجاً يودي إلى الأسفل، وأيادي ممدودة تطلب النجاة كأنّها غارقة، وطفلاً عارياً..
وكنت أنظر إلى الأسفل فأرى قدماً ذات جرح كجرح السيد المسيح على ظاهر قدمه في موضع المسمار الذي دقّ في قدميه، أنظر إلى القدم من الأعلى بعينيّ المسيح نفسه، كان الجرح عميقاً جداً..
ثم رأيت وجه المسيح عائماً على المياه، ووجوهاً عديدة له في غير مكان، ومدّاً لبحرٍ أسود، لمرات ثلاثٍ يتقدّم هذا البحر.
ثم رأيت شمعةً وشموساً ثلاثاً ذات لون برتقالي متدرّج، الشمس الأولى هي الأكثر وضوحاً، ونجمةً مضيئةً في سماء معتمة تركض تركض مسرعة ثم تختفي، ونوراً في غير زاوية…
وكنت أنظر إلى المدى البعيد فأرى انفجاراً بعيداً يصّاعد منه اللهب والدخان، وبرقاً، إنها ترعد وتبرق.. وأرى ضوءاً أصفر في عتمة الرؤيا في بيت على سفح جبل، كان مشهد البيت خلاباً، كأنه قنديل، ولم أستطع تركيز الرؤية فيه، إذ توالت الصور الأخرى.
وعدت للنظر إلى الأسفل فرأيت قطّاً يلعق شفتيه بلسانه، وحين رآني أخفض بصره، وشخصين اثنين يظهران كظلّين أسودين يتهامسان، وذهباً وحليّاً ومسكوكات مذهّبة على طاولة مستطيلة، ويداً تمتدّ نحوها تريد سرقتها والاستحواذ عليها.
رائع، مروّع هذا يا إلهي!.