عازفة الكمان “جوليانا” موهبة واعدة وطموح يتطلع إلى العالمية!.

الجماهير – أسماء خيرو

منذ اللحظة الأولى التي وصلت بها إلى مقر الصحيفة برفقة مدربتها مدرسة الموسيقا كوزيت من أجل إجراء الحوار معها حول موهبتها الفنية، كان في عينيها وميض لتعريفي والحاضرين على آلة موسيقية تحملها بيدها داخل صندوق أسود ، حتى إن الصبر لم يكن له مكان في ذلك الوقت ، وما إن ألقت التحية حتى فتحت الصندوق، وقبل أن أعرف اسمها أمسكت آلة الكمان ووضعتها على كتفها ، وبدأت تعزف وتعزف وبتناغم وتكامل لا يوصف مابين أوتار آلة الكمان وأناملها الصغيرة والإحساس المرهف حملتنا على أجنحة الألحان الشرقية إلى فضاءات” نسّم علينا الهوى ” لنرى مالا يرى إلا بعين القلب، ولتتابع وتوضح بعد انتهائها من العزف بأن اسمها جوليانا إدريس بكر وعمرها /١٤/ عاما، بدأت العزف على آلة الكمان منذ أن كان عمرها/ ٨ /سنوات ،بتشجيع من والدتها التي سعت لكي تتعلم أصول العزف ، واقتداء بأولاد خالتها الذين كانوا يواظبون على تعلم العزف على عدد من الآلات الموسيقية، بدأت التدريب في المركز مع أطفال يافعين ولأنها كانت صغيرة السن، كان الجميع يشك في قدراتها بأنها لن تستطيع الاستمرار، ولكن عشقها لآلة الكمان جعلها تستمر وتثبت للجميع بأنها عازفة ماهرة، وأن آلة الكمان وهي روح واحدة ، مشيرة إلى أنها كانت تتدرب على آلة الكمان مدة اثنتي عشرة ساعة في اليوم ، وتتابع كل مايتعلق بالحفلات الموسيقية الشرقية والعالمية، وخاصة حفلات المايسترو هادي بقدونس، بالإضافة إلى الاهتمام بدراستها، إذ اجتهدت لتحقيق التوازن بينهما .
جوليانا ذات الأربعة عشر ربيعا اكتشفت موهبتها مدرّستها زهيدة هورو الملقبة بكوزيت، ومنذ ذلك الوقت عملت على صقل موهبتها والاهتمام بها، إذ إنها تعتبر نفسها محظوظة بهذا الاكتشاف.
تقول عن ذلك : لقد تعرفت إلى جوليانا عندما كنت أقوم بجولات على المدارس لانتقاء المواهب ، حينها طرحت سؤالا: من يحب العزف أو لديه موهبة أياً كان نوعها ويرغب في أن ينميها ؟ وعلى الفور، وقبل أن أنتهي من الكلام رفعت جوليانا يدها وقالت “أنا أنا ” الأنا تلك وصلت إلى سمعي كموسيقا تصدر من آله شرقية ، وعندما أجريت لها السبر رأيت فيها موهبة متميزة تستحق الاهتمام رغم سنها الصغيرة والظروف الصعبة المحيطة بمدينة حلب ، ومذاك الوقت عملت على صقل موهبتها، لأبيّن بأن جوليانا قادرة على أن تعتمد على نفسها ، فليس على المدرّس إلا أن يعطيها النوتة الموسيقية ويشرح لها بعض التفاصيل الصغيرة، وهي مباشرة تفك النوتة الموسيقية وتعطي ماهو مطلوب منها تماما بإبداع لانظير له ، فهي تمتلك إحساسا مرهفا لايمتلكه أي من أقرانها ، تجمع مابين جمال الإحساس وبراعة الأداء ، حين تعزف لاتتوقف، وآلة الكمان جزء من روحها، متمنية أن تأخذ فرصتها ويسلط عليها الضوء كموهبة واعدة .

اليوم جوليانا تقف على المسرح دون خوف لتعزف المقطوعات الموسيقية العربية والعالمية وتدين بالفضل في ذلك إلى أمها ومدرّستها “كوزيت” ومعلميها الأوائل في معهد صباح فخري الذين تلقت على أيديهم أصول العزف، وهما الأستاذان عبدالحليم حريري، وناصر غنايمي.
هي تحب العزف الجماعي فضلا عن العزف الفردي الذي يأخذها إلى عوالمها الخاصة .
تقول : عندما كنت أقف على المسرح أشعر بالخوف، ولكن اليوم كل شيء تغير أصبحت أكثر ثقة بنفسي، فبمجرد أن أمسك آلة الكمان وأبدا بالعزف يتبدد الخوف ونذهب أنا والكمان إلى عالمنا الخاص ، لافتة في ختام حديثها إلى أنها شاركت في العديد من الأنشطة الثقافية والأمسيات الموسيقية التي يقيمها كل من مسرح نقابة الفنانين، والمسرح المدرسي ، وحاليا تتدرب لتشارك في مهرجان المسرح المدرسي، وتطمح بأن تنجح في شهادة التعليم الأساسي التي ستتقدم إليها هذا العام، وبمجموع جيد حتى يتسنى لها الالتحاق بالثانوية العامة، الفرع العلمي، كونها تحلم بأن تختص مستقبلا في الهندسة المعمارية، ولكن طموحها العلمي هذا لن يكون أبداً مانعاُ من تطوير موهبتها في العزف على آلة الكمان ، إذ إنها ستظل تتدرب على مختلف المقطوعات الموسيقية لتطوير أدائها ، فهي لا ترى عالمها دون آلة الكمان، بل على العكس تحلم بأن تصل إلى مرحلة من براعة الأداء والعزف على آلة الكمان تتيح لها الوقوف والعزف على منصات المسارح العربية والعالمية ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار