الجماهير – عتاب ضويحي
بين جدران غرفة العزل تدور أحداث العمل المسرحي “توحش” للكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي، إخراج حكمت نادر عقاد، تمثيل عبيدة صادق، منيسا ماردنلي ونايا دنبكلي، الذي أقامته مديرية المسارح والموسيقا – مسرح حلب القومي برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح، على مسرح دار الكتب الوطنية أمس.
العمل يطرح جملة من القضايا، ويوجه العديد من الرسائل المبطنة، وفيه الكثير من الإشارات الرمزية، تناولها الكاتب الزيدي من خلال عزلة فرضها فيروس متناهي الصغر، واستطاع إرباك العالم، وأفسد حياة الإنسان وبنى أمامه جداراً عازلاً يقف أمام تحقيق أبسط أمنياته وأحلامه، ويمتد أثره وتأثيره إلى سنوات عمره القادمة، معلناً حياة كارثية.
وبين مخرج العمل العقاد لل “الجماهير” أن النص يتحدث عن فيروس ما، متناهي الحجم، له علاقة بالعولمة المتوحشة التي تسيطر علينا، حاولت تقديم العمل بأسلوب مختلط مابين العبث والواقعية وشيء من السريالية، وأبطال العمل ثلاث شخصيات فقط: “هو” العريس، “هي” العروس والممرضة” تدور الأحداث ضمن غرفة الزفاف، وهي في الوقت ذاته غرفة عزل، وفيها تجري أربعة أزمنة ليلة الزفاف، 7 أيام، عام، و7 سنوات، فيها الكثير من المشكلات والحوارات تتعلق بقضايا وعادات وهموم بين العروس والعريس.
وأوضح محمد حجازي مدير المسرح القومي أن العمل المسرحي يحمل الكثير من الأفكار الهادفة العميقة المحتاجة لتفكيك رموزها، ونعول على المثقفين في تفكيك رموز الأعمال المسرحية المحلية الهادفة التي يحرص المسرح القومي على تقديمها، وكل ماهو مميز بفكره ومضمونه.
وعن دوره قال الممثل عبيدة صادق إنه لعب دور “هو العريس” شخصية فيها الكثير من التنقلات، تلعب على الإحساس والشعور والحالة الشعورية والتناقض بين نعم ولا والخوف، الذي يظهر من خلال حواره مع عروسه في غرفة مغلقة بانتظار نتائج التحليل، ويمضي العمر ضمن عزلة مستمرة وحاجز بينهم وبين العالم المحيط.
ولعبت نايا دنبكلي شخصية الممرضة وجسدت فيها عدة شخصيات متداخلة، وتعكس في إحداها التوحش والوحشة الداخلية.
تصوير – هايك أورفليان.