الجماهير – عتاب ضويحي
في رثاء الكاتب الراحل وليد إخلاصي قال الباحث محمد جمعة حمادة : شغل الأديب الراحل مساحات كبيرة من التلقي وآثار موجات ممتدة من الجدل لنا، حملته كتاباته من أفكار مغايرة للسائد وآراء جسورة في نقد للمجتمع وحسّ متمرّد في النظر إلى حقوق المرأة.
تعدَّد الكاتب في أنواع ومجالات كتاباته ما بين القصة القصيرة والرواية والمقال والمسرحية، وامتدَّ سرده إلى مستوى أفقي في تمثيله لفئات و مستويات مجتمعية وثقافية متعددة وبيئات مختلفة بين الريف والحضر والمدينة.
وعلى مستوى رأسي تاريخي ممتد لحقب مختلفة من تاريخ وطنه .
فيقدم لنا في سرده تشريحاً رؤيوياً للمجتمع واتسم السرد الإبداعي بطبيعة خاصة تتبدى في الأبعاد النفسية المحمّلة بها شخصياته، فتبدو كنماذج تمثيلية دالة على أوضاع و شرائح اجتماعية، وتبدو مثل هذه الشخصيات كأيقونات رمزية ممثلة لتيارات اجتماعية واتجاهات فكرية ينشب بينها حالات من الجدل والصراع، وقد تكون رمزاً لأفكار أو أحلام يوتوبيه.
“إنَّ الأساس في الوجود هو الكلام، أمَّا الباقي، فمجرد ثرثرة”، لذلك كانت الكلمات أطول عمراً من الأشياء التي تمثلها،
وكانت بذلك أغنى منها في الذاكرة، وأشدُّ وقعاً من حيث الاستعمالات الرمزية أيضاً.
أبا خالدٍ في يوم رحيلك أيّها الكاتب الكبير لا يسعني إلا القول : إنَّك حقّا خالدٌ باق في قلوب الناس و ذاكرتهم بما قدمته من إبداع.