الطفل عصام … عبقرية شعرية من حلب تزدهر في ربا لغة الضاد ..

الجماهير – أسماء خيرو .

حين طلبت أن التقيه للحوار معه حول موهبته الشعرية أصر أن يكون اللقاء في مدرسة معن بن زائدة إذ أنه أحد تلاميذها النجباء ، لم أكن أدري ماسبب الإصرار ، ولكن حين وصلت إلى المدرسة الكائنة في حي الجلوم ورأيتها والتقيت بالمديرة والمعلمات عرفت لماذا أراد ذلك ، لقد أراد أن يقول لي أنا ابن هذا الصرح العريق ، للعلم أدين وبه أكون وأتلألأ كالنجم في سمائه ، واصفاً بالشعر مدرسته خلال لقائنا / ياواحة للعلم في حلب/ منك النجوم تلألأت وعلت إلى السماء .
إنه الشاعر الصغير عصام محمود جنيد ذو الأعوام الثلاثة عشر ، وبالرغم من حداثة سنه إلا أنه يؤلف الشعر وينظمه ويحفظه عن غيره من شعراء العرب والجاهلية ،ذو فكر متقد ولسان فصيح يسيل بالعذوبة والبيان ، يتحلى بما يتحلى به الرجل من لباقة في الحديث ، وقوة في الشخصية ، إذا تحدث تنسكب الكلمات منه كما ينسكب النهر بالماء ، وإذا نظم الشعر فسلاسل من الذهب معانيه، أصدقاؤه ومعلموه ينظرون إليه كأديب.

وفي حديث مع الجماهير، أوضح عصام بأنه بدأ حفظ الشعر منذ أن كان عمره ثماني سنوات ، وبتشجيع من والده الذي عمل على توفير جهاز كمبيوتر وأقراص مدمجة فيها كل مايتعلق بالأدب والتاريخ وقصائد الشعر العربي والجاهلي ، إذ كان هو وأخوته يقضون معظم وقتهم في الاستماع إلى القصائد والقصص وحفظها ، واستطاع عصام في وقت قصير حفظ العديد من القصائد لكبار شعراء الجاهلية ، وشيئا فشيئا أصبح يكتب الشعر وينظمه، ويجيد الإلقاء بصورة مبدعة ، حتى أنه يستنبط ويرتجل من الموقف أو الكلمة أو الحادثة الأبيات الشعرية، وكانت أول قصيدة كتبها بعنوان ( أبا النور ) ، وألف حتى هذا اليوم أكثر من عشرين قصيدة .

وبذلك تفتقت عبقرية الشعر لدى عصام ونجح في اعتلاء المنصات الثقافية وصدح بصوته القوي بقصائد من تأليفه ذات المضمون الهادف، وشارك في العديد من الفعاليات الثقافية والمسابقات الشعرية ونال التكريم من وزير التربية والتعليم الدكتور دارم الطباع على قصيدة “حلب أم الدنيا” وعلى قصيدة ارتجالية في مسابقتي حلوة يابلدي، وحلوة يامدرستي كما شارك في احتفالية حلب الانتصار ،واحتفالية يوم الطفل العالمي، وهو عضو في منتدى أصدقاء مديرية الثقافة ، كذلك عضو في فريق “دون” للأدب.

وفي حديث مع الكادر التعليمي في مدرسة معن بن زائدة وهم وفاء نجار ، ذكية كعكه ، مروة زينو ، والموجه خالد العلو والمديرة بشرى زيات الذين حظيت بلقائهم والتعرف إليهم عن قرب إذ كانوا نماذج جديرة بالتقدير في مجال التربية والتعليم، أوضحوا بأن عصام طالب نموذحي بكل ماتعني الكلمة، مثال للطالب الخلوق المهذب والاجتماعي والمتعاون يتميز بالتواضع ، وطلاقة اللسان ، شاعر يمتلك صدق الإحساس وبراعة الأداء ، متنبئين له بمستقبل باهر يكون فيه شاعراً مشهوراً .

فيما والد عصام كان فخورا بمواهب ابنه الشعرية وأخذ يتحدث كيف عمل على تنميته الموهبة الشعرية لدى عصام وأخيه ذي الأربعة أعوام وأخته أمينة التي تمتلك موهبة الرسم وكتابة القصص حتى أنه فاجأني بأن عصام يتقن اللغة الإنكليزية والترجمة الفورية.

عصام بدوره أكد ذلك مضيفا بأنه يمارس في أوقات الفراغ لعبة الشطرنج كما يحب أن يقرأ شعر” جهاد ترباني” وحاليا انضم إلى فريق المحبة الذي يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وهو يعتز كثيرا بانضمامه لهذا الفريق، وختم حديثه بأن وجه رسالة إلى أقرانه من الأطفال بأن العلم هو مفتاح النجاح، والموهبة كالكنز المدفون على الفرد أن يظهرها بالاهتمام والرعاية، كما وجه الشكر الجزيل لكل من الأستاذ عدنان الدربي، وفصيح الخضر مدير المنتدى الثقافي والشاعر محمد قباوة على دعمهم له في مسيرته الأدبية مبينا بأن حلمه في المستقبل أن يكون طبيباً جراحا إضافة إلى شاعر مشهور كالشاعر عنترة العبسي، وأنه يعمل حاليا على إصدار ديوانه الشعري الأول بعنوان طفل في زمن الحرب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار