الجماهير – أسماء خيرو
هل صحيح أنه يتم رفض النصوص المسرحية الشبابية الجيدة من قبل المسرح القومي في حلب ولجنة القراءة ؟ ماهو دور مديرية المسرح القومي إزاء مايتم عرضه في الساحة الفنية من عروض مسرحية تجارية فارغة المضمون والمحتوى ؟ وماهو رأي المسرح القومي في حلب بهيمنة التاجر والنص التجاري الذي هدفه الربح لا غير ؟ تلك كانت أسئلة أحد الكتّاب الشبان، الذي تم رفض أحد نصوصه بعد أن تقدم بها إلى المسرح القومي، والذي قال عنه مخرج مخضرم- على حد قوله – إنه جيد .
الجماهير بدورها تواصلت مع محمد حجازي مدير المسرح القومي ليجيب على تساؤلات الكتّاب الشباب ..
وقد أوضح في بداية حديثه أن عمل المسرح القومي يقسم إلى شطرين: الأول الأعمال التي يتبناها إنتاجياً، وهو مسؤول عنها مسؤولية مباشرة، وتنحو نحو المسرح الجاد القيمي، الذي يحمل رسالة ويتم متابعة سير العمل ، بدءاً من الكادر والموسيقا والحركة والديكور والإضاءة ،ليقدم في النهاية عمل يمثل النخبة، ويوجه عادة إلى النخبة المثقفة وبعض الفئات الأخرى المهتمة.
فيما الشطر الآخر يقوم عمل المسرح القومي على الإشراف غير المباشر على الأعمال الخاصة التي تقدم عبر قراءة النص من قبل لجنة مختصة أكاديمية تشاهد العرض وتقيمه قبل السماح بالعرض على الجمهور ، وفي هذا الشق يكون عمل اللجنة تقييم النص وفق معايير خاصة بعدم خروجه عن الآداب العامة وعدم الاقتراب أو تشويه أو الإشارة إلى الأعراف والتقاليد والديانات وعدم المساس بالقيم الوطنية الكبرى. وإن احتوى النص على الكوميديا المجانية واقترب مضمونه من السذاجة، فإننا نعدّه عملا شعبياً ويكون أقرب إلى كونه عملاً تجارياً ربحياً لا أكثر يتحمل المنتج والممثلون تبعات فشله أو نجاحه .
ولذلك، فإن مديرية المسرح القومي لاترفض أي نص أدبي أو مسرحي، اللجنة المكلفة بالموافقة على النصوص هي اللجنة المؤلفة من كل من الأديب محمد أبو معتوق والمخرج إيليا قجميني ، والمخرج وانيس باندك والمخرج نادر عقاد، إضافة لي، وحتى نثبت للكتّاب الشباب ذلك، فلقد تقدم إلينا خلال هذا العام قرابة ٣٠ نصاً مسرحياً شبابياً، وتمت الموافقة على/ ٢٨/ فماتم رفضه هما عملان أو ثلاثة على الأكثر بسبب تجاوزها الأقانيم المحظورة، وحتى تلك المرفوضة لاترفض بشكل تام بل يطلب من المؤلف إعادة القراءة وتقديم الطلب الذي لايكلف المؤلف أي شيء سوى صورة هوية وطابع بعشرة ليرات مع ملء استمارة مجانية لدى المديرية، وإدارة المسرح القومي تقدر كثيرا وتحترم تجارب الشباب سواء الأدبية والفنية، فكل الأعمال التي قدمها المسرح القومي هي شبابية بالمطلق، إخراجا وتأليفا وتمثيلا ، ولكن يتعين أن ندرك أن هذه النصوص المرفوضة لم تصل إلى مستوى الطموح ، وبالرغم من ذلك فلقد تجاوزنا عن الكثير من الثغرات في عدد من النصوص، ومنها تلك التي كانت تخص اللغة، فكثيرة هي الأعمال التي تقدم بلهجة شعبية قد تكون أقرب إلى السذاجة اللغوية، لكن لن نتجاوز بأي شكل من الأشكال مسألة المساس بالقيم كالتنمر على الأب والأم أو المعلم أو على قيم إنسانية أخرى .
وحول دور المسرح القومي إزاء مايعرض من عروض تجارية، بين حجازي أنه بالنسبة للعروض التجارية التي تقدم على المسارح ذات المضمون الفارغ في الساحة الفنية، لايتم التدخل بها، وإنما تتم متابعتها، وحين ترد شكوى حول خروج المخرج أو الممثل عن النص الموافق عليه رغبة في الارتجال المجاني عبر الكلمة أو الحركة، فإن المسرح القومي يتدخل على الفور، وذلك بتشكيل لجنة لحضور العمل المسرحي والوقوف على تلك التجاوزات، وفي حال وجد فيه بعض التجاوزات على الفور يتم إيقاف العمل إن ثبت ذلك حقا.
وحول هيمنة التاجر على الساحة الفنية أضاف حجازي قائلا : نعم، إن هذا واقع لايمكن إنكاره، إنه صحيح، فأغلب المنتجين هم تجار، وليس لهم أية علاقة بالفن الأدبي أو المسرحي، هم فقط يهمهم الربح المادي بغض النظر عن العمل، إن كان هادفا أم لا ، وهذه الهيمنة تعود إلى عدم مقدرة الفنانين أو الكتاب على إنتاج أعمالهم المسرحية بسبب الكلفة الإنتاجية العالية، ولاسيما في ظل الظروف الحالية، وهو في النهاية باب رزق للفنان والتاجر معاً، ومادام العمل قد تم أخذ الموافقات العامة المطلوبة عليه، فلا دخل لمديرية المسرح القومي في الربحية والخسارة، نحن لانتقاضى منهم أية مبالغ أو رسوم على الأعمال الخاصة، فمديرية المسرح القومي تتدخل فقط حين يخرج النص عن معايير وشروط معينة، وهذا ما أسلفت قوله.
وختاماً أكد حجازي بأنه منذ توليه إدارة المسرح القومي لم يوصد الأبواب في وجه أي نص شبابي هادف ومطابق لجميع معايير النص الأدبي أو المسرحي بل على العكس كان ومايزال يعمل دائما على دعم ورعاية والاهتمام بالشباب.