بيانكا ماضيّة
أنا فيرونيكا حنّا، أعرف اللغة العبريّة جيّداً، فقد درست في كليّة الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة حلب، قسم اللغة العربيّة، واخترت تلك اللغة في السنة الأولى؛ لدراستها والتعمّق فيها؛ استباقاً لتنفيذ مهمّة في آخر الزمان العبري الصهيوني في القدس.
إلياس كرّام مراسل الجزيرة من القدس، موجود حالياً في أوكرانيا، ماذا يفعل هناك؟! سآخذ دوري الإعلامي بدلاً عنه؛ لأبثّ لكم الحقيقة من هنا، فقد كلّفت بمهمّة إعلاميّة من وطني سورية؛ للنقل المباشر من قلب القدس.
تمر اليوم بحسب الاعتقاد اليهودي الصهيوني الذكرى 1952، على هدم هيكل سليمان المزعوم بالقدس على يد الرومان في 9 آب عام 70م.. ومعبد سليمان أو المعبد الأول أو بيت همقدش وفقاً للكتاب المقدّس، هو المعبد اليهو*دي الأول في القدس الذي بناه الملك سليمان، وقد دمّره نبوخذ نصّر الثاني بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، وتم بناء الهيكل الثاني في نفس الموقع في 516 قبل الميلاد، الذي تم توسيعه بشكل كبير في 19 قبل الميلاد، ودمّر في نهاية المطاف من قبل الرومان في 70 م.
يقول الدكتور سيد حسين العفاني في كتابه “تذكير النفس بحديث القدس واقدساه – ج 1” إنّ الهيكل تمّ تدميره على يد تيتوس الروماني، أثناء قتله اليهود وتخريب المدينة، إذ أمر ببقاء أبراج المعبد كشواهد على ما قام به من تدمير، وامّحت معالم الهيكل حينها ،ولم يبق إلا بقايا نادرة، وقد أدخل تيتوس تعديلات وتغييرات على المدينة كلها، مشيراً إلى أنّ تخطيط المدينة نفسها بدون هدم أو تدمير كفيل بجعل الوصول إلى التخطيط المعماري البدائي للهيكل أمراً مستحيلاً، بالرغم من كل المحاولات التي أراد الباحثون اليهود الصهاينة أن يخرجوا منها بمخطط معماري دقيق مستمدّ من عنعنات التلمود.
سأنتقل الآن إلى المكان الذي زعم فيه اليهود الصهاينة وجود تلك البقايا للهيكل المزعوم، إنّه أسفل المسجد الأقصى ومحيطه.
في نهاية عام 2009، قال رئيس وزراء الكيان المؤقّت بنيامين نتنياهو في مستهل اجتماع للحكومة المؤقتة، “إنّ ما يقال عن حفريات أسفل المسجد شائعات كاذبة تروّج لها أقلية متطرّفة”.
إنّه أكبر كاذب ودجّال ووقح وسارق في التاريخ، هاهو النفق الذي يصل إلى سبيل قايتباي في داخل المسجد، إنّه يبعد أمتاراً قليلة عن قبّة الصخرة… إنّي أصوّر لكم عمليّات الحفر التي تمّت هنا بكلّ دقّة.
لقد وصلوا إلى مسافة 100 متر داخل المسجد الأقصى من خلال سبيل قايتباي، كيف جفّفوا المياه في هذا السبيل حتى وصلوا إلى هذا العمق؟! لماذا ترفض سلطات الكيان المؤقتة إجراء عمليات تبليط في المسجد الأقصى؟!.
في عام 2016 ونقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “على الرغم من شكاوى الحركة الإسلامية والمجموعات الفلسطينية، فإنه لم تجرِ ولو حفرية واحدة أسفل المكان”.
إنّهم كذبة التاريخ وسارقو الحضارات، إنّهم مسوخ جميعهم، هاهي الانهيارات في المباني المحيطة في المسجد من جهة سلوان والجهة الغربية للمسجد في بلدة القدس القديمة، أرأيتموها؟!.
لماذا رفض هذا الكيان المؤقّت استقبال اللجنة الموفدة من اليونسكو عدّة مرات للتحقيق في هذه الحفريات ولم يسمح لها؟! لو لم تكن هذه الحفريات موجودة لكانت اللجنة تسرح وتمرح هنا، هاهي الحفريات أترونها بأمّ أعينكم؟!
لقد خلقوا واقعاً جديداً من خلال بناء هيكل مزعوم تحت المسجد الأقصى؛ لتدعيم وهم وحلم توراتي يحلمون به من خلال حفر سلسلة من الأنفاق تمتد من سلوان إلى أبواب المسجد الأقصى!.. لم تنته القصّة بعد.
يشير تقرير لقناة الجزيرة الصهيونية العميلة نشر في 13/8 /2016 تحت عنوان “الحفريات الإسرائيلية أسفل القدس والأقصى” ما مفاده أنّ “الصندوق البريطاني لاكتشاف آثار فلسطين” ومن خلال بعثة بريطانيّة خلال الفترة ما بين 1867 و1870 قام بحفريات في نحو عشرين موقعاً في فلسطين، هدفها البحث عن بقايا ذاك الهيكل المزعوم. وفي محاولة لإيجاد بقايا دليل على الأرض الموعودة، زعماً، والهيكلين الأول والثاني، تركّزت أهمّ هذه الحفريات حول المسجد الأقصى من الجهة الغربية، والجوار القريب الجنوبي أو ما تسمّى بلدة سلوان.
ويتابع تقرير الجزيرة العميلة ليشير إلى أنّ المهندس الكولونيل تشارلز وارن، وهو من أبرز علماء الآثار الذين قاموا بتلك الحفريات، قد انصبّ هدفه على منطقة المسجد الأقصى، وأهمّ ما حفره هو آبار مائيّة متصلة في نبع سلوان، ثم قام بحفريّات عمودية وأنفاق أفقية نحو جدران المسجد الأقصى في الجهات الشرقية والجنوبية والغربية، وقد كشف عن نفق قريب من باب السلسلة أحد أبواب الأقصى.
هذا الكلام ليس من على أرض الواقع الذي أنقله لكم وحسب، وإنّما كلام المهندس الكولونيل نفسه في كتابه “كنوز القدس” الذي صدر في عام 1871 …هأنا أصوّره لكم الآن!
ولم يتوقّف الأمر عند ذلك- هكذا يشير تقرير الجزيرة اللعينة ذات الوجهين- فهناك حفريات للأب فنسنت، وأخرى في عهد الاحتلال البريطاني، وأخرى حفريات ألمانية، وكذلك في الفترة الأردنية، وأشهرها حفريات “كاثلين كنيون” في منطقة تلّة سلوان.
أمّا بعد وقوع شرقي القدس والأقصى والبلدة القديمة تحت الاحتلال الإسرائيلي فقد انطلقت الحفريات الإسرائيليّة مباشرة، وكان أوّلها هدم حي المغاربة غربي المسجد الأقصى وحائط البراق، وتدمير آثار وعقارات عربية وإسلامية عريقة، وفي نهاية 1967 بدأت حفريات كبيرة جنوب الأقصى وغربه وصلت إلى عمق 14 متراً كشفت عن بقايا آثار القصور الأموية، ومنها الحجارة العملاقة.
إنّي أدعو الآن إلى تشكيل لجنة تحقيق دوليّة تضم كلاً من روسيا وسورية والجزائر والعراق ومصر ولبنان وإيران واليمن؛ لإعداد تقرير مفصّل عمّا حصل أسفل المسجد الأقصى ومحيطه؛ لنشره على العالم أجمع.
وأدعو كلّ من يريد الحجّ إلى هذه الأراضي المقدّسة العظيمة أن ينطلق من سورية.
لقد انتهت القصّة الصهيونيّة الماسونية وفشلت فشلها الذريع.
كانت معكم فيرونيكا حنّا، قناة سيريا، القدس المحرّرة!.