المكتبة الشبابية …إحياء للكتاب الورقي … وتنمية للفعل الثقافي

الجماهير || أسماء خيرو

قيل بأنه ليس كمثل الشباب شيء، يستطيع بحيويته وطموحه تحقيق ما نظن أنه مستحيلاً ، قول أكده لنا الشاب أحمد زياد غنايمي أثناء الحوار معه للتحدث حول تأسيس المكتبة الشبابية داخل منتدى اليمامة الثقافي في حي سيف الدولة بهدف إعادة الحيوية والحياة للكتاب الورقي بعد أن أصبح في وقتنا الحاضر أشبه بكائن غريب حكم عليه العالم الرقمي بالانطواء والإقصاء، إذ قام بتصميم خزانات صغيرة وتعليقها على جدران المنتدى ليجمع في داخلها كتبا للقراءة والاستبدال فما عليك إلا أن تقرأ كتابا وتضع عوضا عنه أو استعارة ما تشاء من الكتب بأجر رمزي ..

* بداية الفكرة
يقول غنايمي: بأن فكرة تأسيس المكتبة جاءته عندما كان يقرأ عن أحد الرحالة القدماء الذي كان يأخذ معه كتاب ليكون أنيسه خلال رحلته التي تستغرق شهوراً عدة وما إن يفرغ من قراءته يقوم بمبادلة الكتاب بآخر ، مبينا بأن الفكرة بعد انطلاقها نجحت في استقطاب الكثير من الشباب أصدقائه إضافة إلى الأدباء والشعراء ومنهم (عبد الوهاب شمسي، والدكتورة ميادة مكانسي ) وبذلك قام بتجهيز ركن خاص ضمن المنتدى وتنظيم عملية تسلم وجمع الكتب وتصنيفها ووضعها في أقسام إلى أن جمع حتى وقتنا الحالي أكثر من ٦٥٠ كتابا ..

وأشار غنايمي إلى أن المكتبة تتضمن الكتب الأدبية والثقافية من قصة وشعر ورواية فضلاً عن المراجع العلمية والمعرفية ،وبأنها متاحة لكل من لدية شغف للقراءة وليس لديه قدرة شرائية، إذ تقوم على عملية تبادلية من خلالها يتمكن أي شخص أن يحصل على الكتب والمراجع التي يرغبها ، فقط ماعليه إلا استبدال كتاب تم قراءته مقابل كتاب موجود في المكتبة وفي حال لم يكن لديه كتب لاستبدالها يقوم بدفع أجر رمزي لايتجاوز الـ ٥ آلاف ليرة سورية شهريا واستعارة مايشاء من كتب مبينا بأن المكتبة مقرها في مفرق كلية العلوم بجانب مكتبة الزعيم تستقبل كل من يرغب بالاستعارة يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى الساعة السادسة مساء .

المكتبة الشبابية التي أسسها غنايمي بإمكانيات بسيطة وجهود شخصية لم تكن إلا جزءا بسيطا من مبادراته الخلاقة إذ إنه مثال للشاب المثقف النشيط الذي يسهم في عملية رفع السوية الثقافية في المجتمع السوري .

*تنمية للفعل الثقافي .
يقول عن ذلك : المكتبة لم تكن المبادرة الوحيدة بل سبقها تأسيس منتدى اليمامة الثقافي منذ عامين على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم توفير مقر له على أرض الواقع في حي سيف الدولة إذ يشكل المنتدى حاليا بيئة ثقافية معرفية تتضمن الأمسيات الأدبية والجلسات الحوارية والمناقشات الشعرية والأدبية .
ليختم حديثه بأن الهدف من مبادراته تلك أولا إعادة إحياء قراءة الكتاب الورقي وتحويل القراءة إلى عادة يومية يعود فيها الكتاب إلى ألقه السابق الرفيق والصديق وخير جليس في الأنام وثانيا تحويل فضاء المنتدى إلى فضاء ثقافي فيه مساحة للتواصل والتفاعل والنقاش بأشكال متعددة بدءاً من الحوار حول كتاب أو إقامة ندوة ثقافية أو أمسية شعرية لتقوية ملكة اللغة العربية مشيرا إلى أنه مستمر في عمله ومبادراته للإسهام في تنمية الفعل الثقافي من خلال شباب مثقف يعتز بلغته العربية ويقدم ما لديه من إبداعات في مختلف الميادين بين شعر وقصة ورواية ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار