عبد الكريم عبيد
المخطط … العقل المدبر …. غرف العمليات كلها واحدة وتتقاطع تماماً مع ما حدث ويحدث في سورية منذ بدء الحرب عليها وحتى الآن …. ظهرت من خلال نتائج الهجمة الشرسة على سورية وروسيا والتي تتطابق في كثير من المواقف والمعطيات و تؤكد أن من خطط ودبر استراتيجياً للحرب على سورية وحاول ضرب بنى المجتمع والمؤسسات هو ذاته الذي يخطط لزعزعة أمن واستقرار روسيا من خلال تشجيع التيارات اليمينية المتطرفة في عدد من الدول وأولها الفرنسية صاحبة أعرق ديموقراطية في أوروبا…
هذا الانحراف في المسار الديموقراطي التاريخي الذي خطه الغرب عبر تاريخ يفترض فيه أن يكون إلى جانب روسيا الاتحادية في حربها على النازيين الجدد الذين بدؤوا يسيطرون وبشكل كبير على مفاصل واسعة من القرار الأوكراني لا أن يقدموا كل أشكال الدعم المادي واللامادي والمناصرة في المحافل الدولية ومجلس الأمن, والأدهى أن تقوم صاحبة الديموقراطيات العريقة بطرد جملة من الدبلوماسيين لافتعال أزمات جديدة في محاولة منها تعقيد المشهد والدفع إلى مزيد من التوتر في الوقت الذي تدعو فيه روسيا مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة إجراءات تخص الوضع في أوكرانيا تمهيداً لمعالجته بما يحقق مصلحة البلدين …
إلا ان هذه المؤسسات فقدت فاعليتها على ما يبدو وتعطلت تماماً في وجه الصلف الأوروبي الأمريكي الذي يدفع إلى مزيد من التطرف كما حدث في الحرب على سوريا إذ تتبنى وجهة نظر مجموعات إرهابية متطرفة فقط للإضرار بالدولة والشعب السوري إذ أن الدول التي رعت الإرهاب في سورية ذاتها ترعى وتدعم التطرف الجديد في أوكرانيا وعلى رأسها أمريكا والدول الأوربية.
سحب السفراء وإحداث أزمات دبلوماسية وجعل الدولة محاصرة في الوسط المحيط بها نموذج تم تطبيقه في الحرب على سورية وهذا ما تحاول تلك الدول تطبيقه في تعاملها مع روسيا.
في أوكرانيا نازيون متطرفون وفي سورية متطرفون وإرهابيون عملوا أبشع الجرائم ضد الجيش والشعب السوري وهو ما يحدث مع الجيش الروسي والذي يتحرك ببطء شديد في عملياته حفاظاً على أرواح المدنيين.
تشير التسريبات والأخبار من أوكرانيا إلى أن هؤلاء جهزوا مواقع مفترضة في أماكن مفترضة وبدؤوا يصورون قصص ومشاهد مسيئة من تعذيب وسواه لإلصاق التهمة بالجيش الروسي ولا نستبعد لاحقاً أن يأتي دور مسلسل الكيماوي إذا ما فشلت جهودهم في الفبركات آنفة الذكر.
واضح أن هناك نموذج متطرف يحاول الغرب وأمريكا تعميمه على مستوى العالم حيث بدؤوا من سورية ولاحقاً أوكرانيا لكن السؤال لماذا أوكرانيا وفي هذا الوقت بالذات؟ ولم تكن دولة أخرى ….؟ الجواب في رسائل لاحقة.