الفنان #مجد_الأصيل بين حلب مسقط رأسه وبلاد المغترب …والأغنية الطربية في مداها الأجمل ..

 

الجماهير || أسماء خيرو ..

مسيرته الفنية حافلة بالإنجازات المحلية والعالمية ، يعتبر أحد رواد الطرب الأصيل الذين أسهموا في تجديد وإثراء الحركة الثقافية المعاصرة ، شكلت مدينة حلب التي ولد وترعرع فيها ذاكرة خالدة في أغانيه الطربية والمعاصرة ، تعلم أصول الغناء في المعهد العربي للموسيقا .

يتسم بالفكر المتحرر والثقافة الواسعة ، والرأي الصريح ، لم يؤثر الاغتراب على علاقته بوطنه الأم ، إذ ظل وفياً له ،حاملا للكلمة الراقية لتكون عابرة للأجيال بقيمها الأدبية والأخلاقية والفنية، إنه الفنان الذي لقب” ببافاروتي” الشرق الأوسط مجد الأصيل .

 

وكان للجماهير هذا الحوار معه .

* بداية حدثني كيف كونت البيئة الحلبية شخصيتك الفنية ؟

البيئة كان لها تأثير كبير في تكوين شخصيتي الفنية بالرغم من أنها لم تكن فنية، ولكنها كانت تحمل المقومات التي أسهمت في تنمية موهبة الغناء لدي، بدءا من أجواء الإنشاد في الزوايا ، والمقرئ وسماع الآذان في جوامع مدينة حلب القديمة ووالدي رحمه الله الذي عمل على تشجيعي عندما علم أني أمتلك صوتا جميلا، وصولاً إلى أستاذ اللغة العربية في المدرسة الابتدائية الذي كان شاعراً وكان له الفضل في أن أهتم باللغة العربية وأقترب أكثر وأكثر من أجواء الفن الذي أحببته منذ نعومه أظفاري ، إذ منذ ذلك الوقت اجتهدت لحفظ ألفية ابن مالك كما ألفت معجم المعين في الشرح المبين ، فلقد حرصت على إتقان اللغة العربية لأن لها دور كبير في نجاح الفنان إضافة إلى الموسيقا والكلمة حيث يشكلون حلقة واحدة لايمكن تجزئتها أو حتى تقسيمها .

 

* حاليا تعد أحد الأصوات المتمكنة في الساحة الطربية أخبرني متى بدأت الغناء وكيف طورت موهبتك لتصل إلى درجة التمكن ؟

بدأت الغناء في المرحلة الابتدائية في عمر الثامنة ، وطورت موهبتي عندما قام والدي بتسجيلي في المعهد العربي للموسيقا ،حيث تدربت على يد الأساتذة ( نديم الدرويش ، هاشم فنصة – انترانيك كيراغوسيان ، ابرهام كوستانيان ) فضلاً عن المشاركة في العديد من الحفلات والمهرجانات الفنية التي كانت تقام من قبل منظمة الطلائع والشبيبة، منها مهرجان الأغنية الوطنية، ومهرجان الأغنية السورية الثالث الذي كان مديره الفنان “دريد لحام”، والشاعر ” عيسى أيوب/ ١٩٩٨/، إذ كنت في ذلك الوقت رائدأ على مستوى القطر في الغناء الفردي لمرات عديدة ، وحصلت على جائزة أفضل صوت وكلمات وأداء في مهرجان الأغنية السورية كما حصلت على المركز الأول في مجال الخطابة واللغة العربية ..وهكذا شيئا فشيئا تبلورت شخصيتي الفنية سرت في طريق الفن ،وقدمت أغنية الطرب الأصيل في مداها الأجمل إلى أن ذهبت في رحلة اغتراب نحو أمريكا الجنوبية وبالرغم من كل ذلك مازلت أسمي نفسي هاوي وليس محترف .

 

* قلت أنك اغتربت، أخبرني هل كان للمغترب أثرا إيجابيا أم سلبيا على مسيرتك الفنية ؟

المغترب كان له الأثر الإيجابي الكبير على مسيرتي الفنية، فالغربة كانت بمثابة المدرسة الكبرى الثانية بعد مدينتي حلب ازدادت خبرتي الفنية فيها ، حيث كانت حياة مشحونة بالعمل الدؤوب وحافلة بالإنجازات الفنية ، إذ عملت على إتقان اللغة الإسبانية وترجمة الأغاني العربية إلى اللغة الإسبانية ، وتأليف التعابير الشعرية التي تناسب عادات وتقاليد الشعب الفنزويلي مع المحافظة على طابع التراث الشرقي إضافة إلى الغناء باللغة الإسبانية والعربية في العديد من الحفلات الخاصة للجالية العربية ودور الأوبرا بأمريكا الجنوبية ، ولقد تم تكريمي بوسام الشرف المذهب من الدرجة الأولى في مهرجان أقيم في فنزويلا، كما حزت على جائزة الأورنينا الذهبية لأفضل صوت في سورية في عام ١٩٩٨ ..

 

* كونك تعرفت على ثقافات الآخرين في المغترب كيف استطعت أن تحافظ على قيمك الفنية ومارأيك بالمشهد الثقافي بعد أن عدت للوطن ؟

الفن يعتبر جزء من اللوحة الثقافية للحياة وحتى نحافظ على قيمه على الفنان أن يقدم الكلمة الراقية والجميلة لا المبتذلة، وهذا ما اجتهدت على عمله طيلة سنوات الاغتراب ، أما المشهد الثقافي في سورية ليس بخير يعاني من الفردية والأنانية والروتين القاتل والتطبيل بالألقاب وتهميش المبدعين والمميزين ، فالمهرجات والفعاليات الثقافية التي تقام في سورية على اختلاف أنواعها تتسم بالرسمية البعيدة كل البعد عن الروح .وبرأيي الشخصي نحن بحاجة إلى صحوة ثقافية يقودها العمل الجماعي المشترك لتسلط الضوء على المبدعين الحقيقيين وهم كثر ولكن يتم تهميشهم ، حينها فقط يصبح المشهد الثقافي بخير ، ويكون جديرا بمدينة حلب وتاريخها الفني العريق .

 

* كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار .

الأمانة التي في داخلي وحملها لي والدي والفن والمجتمع تقتضي اليوم أن أدعو إلى العمل الجماعي والتعامل بالحد الأدنى من الإنسانية والمسؤولية من أجل النهوض بالمشهد الثقافي ، فالثقافة هي المنظار الذي يرى الفرد من خلاله ذاته ومجتمعه من خلال التراث والهوية والقيم والمعتقدات والمعارف والفنون والعادات التي يتم استهلاكها وإعادة إنتاجها ، فالتضافر والإنسانية ضروريان للخروج من جميع الأزمات على اختلاف أنواعها من اجتماعية واقتصادية وثقافية .

تصوير عماد مصطفى

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار