بيانكا ماضيّة
ما أعظمك يا أيها السيد الرئيس، ما أعظمك يا مخلّص سورية من الأحزان والآلام، وأنت تصدر عفوك عن جميع من طعن أمّه سورية!، ما أعظم أخلاقك السورية الأصيلة، وما أرقى هذا التاريخ الذي تسجّله بأحرف من نور وشموخ؛ لتشمل بعفوك كل من ارتكب الجرائم الإرهابية بحق أبناء سورية. وكم كان الجرح مؤلماً، ولكنه اليوم بهذه الأخلاق العالية السورية يندمل، ويبلسمه عفو أزاح عن كاهل حاملي السلاح السوريين شدّة وبأساً، إلا أنهم وهم يقبّلون الأرض بعد خروجهم من سجونهم يعلنون توبتهم لهذه الأرض، إنهم الأبناء الضالّون الذين عادوا إلى حضن أمهم!.
ها هم أهالي الشهداء الذين طالتهم رصاصات الغدر ممّن تمّ العفو عنهم، يعلنون هم أيضاً عفوهم ومسامحتهم، فلا بدّ من طي صفحة عشريّة كانت الأشد ألماً على أبناء سورية.
ما أجملك سورية وأنت تحتضنين من أساء إليك، وكان رصاصهم جراحاً بالغة في الجسد السوري! لكن الجراح لا تندمل إلا بالصفح والمسامحة والمصالحة، لكن لا مسامحة مع غريب أجنبي كان رصاصه قاتلاً لأبناء سورية الحرّة العزيزة، لا صلح مع من يدرك ويعرف أنه عميل مأجور، وهل يتساوى الذين يعرفون بالذين لا يعرفون؟! هل يتساوى من غرّر به ليحمل السلاح بالقاتل حامل السلاح الحقيقي؟!
ما أعظمك يا سورية وأنت تلملمين جراحك لتخوضي عصر جديد تتربعين فيه على القمّة، وأية قمة هذه لا تكون فيه سورية هي مركز الصدارة؟!، وأية قمة لا تكون فيه حاضنة المـ.ـقاومة لبلوغ نصر لطالما نظر إليه السوريون والعرب الشرفاء الأحرار بعين ملؤها الفخر والعزة والشموخ؟!
بوركت يا سورية وبورك رئيسك المفدّى بشار حافظ الأسد، بوركت وأنت تنهضين كالفينيق من تحت التراب، تنهضين من القبر الذي كان مهيئاً لك، ولكن النور لا ينطفئ، وأشعته ستبقى تنتشر في كل بقاع العالم، لقد قامت سورية، حقاً قامت!.