الوداع الأخير ..ليلة استشهاد حسن على جبهات حلب الغربية

 

« القصة الخبرية » الفائزة #بالمركز_الثاني في مسابقة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع فرع اتحاد الصحفيين بمناسبة عيد الشهداء :

 

الوداع الأخير ..ليلة استشهاد حسن على جبهات حلب الغربية

· آدم عرب

لم يخطر ببالي أن يكون ذلك الهاتف هو النداء الأخير ، أو ربما النعي الذي داهمني فجراً .. في هزيع الليل الأخير ، يأتيني اتصال من والدته : حسن صار شهيداً ..!!

وتتوالى تضحياتُ الشهداء يوماً تلوَ الآخر لنيل شرف الدفاع عن ســورية في صـورة تجــسد مـعاني الإبـاء والشموخ والصـمود والثبات في مواجـهة كل عـدوان.

في لحظات قصيرة ، شعرت بها دهراً ، تجمد الزمن أمامي ، وتجمدت الكلمات على لساني إلى حين لم أدرك مداه ..

استحضرت ذكرياتي مع حسن مذ كنا في خندق واحد على جبهات حلب الغربية وجهاً لوجه ضد المجموعات الإرهابية ..هناك حيث كانت المنطقة تشهد معارك عنيفة حدودها القتل والقنص والرصاص ، هناك حيث استبسل عناصر الجيش العربي السوري ، وأظهروا بطولة منقطعة النظير في مواجهة أعتى مجرمي العالم ، ليخطوا سطوراً في سفر الانتصار الأخير على قوى الشر وداعميها ، سطوراً كتبت بدماء الشهداء وتعطرت بأرواحهم الزكية .

هناك ..في مشفى حلب العسكري ، حيث لف علم الوطن جثمان حسن ، اقتربت منه رويداً رويداً ..بدأت تسري في أنفاسي رائحة مسك اخترقت مسامات قلبي ، أخذت تنبعث من ذلك الصندوق المسجى على منصة الوطن وتحت علمه المقدس ، ليشكل أجمل لوحة تشكيلية لن تغيب عين ذاكرتي يوماً …هكذا هم الشهداء ..

ألقيتُ نظرتي الأخيرة عليه: سنلتقي في جنات الخلد يا ” حَسَن ” .

فخري به كان كبيراً ..

وسيظل هذا اليوم محفوراً في وجدان أبناء سورية حاضراً ومُستقبلاً تخليداً لذكرى كل شهيد قدم روحه فداءً لوطنه وسيخلدهــا التاريخُ في أنصع صفحاته المُشرق

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار