الجماهير || أنطوان بصمه جي
تأتي الأهمية الاقتصادية لمدينة حلب، انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي على طريق الحرير، ومن كونها موطناً للصناعات المحلية كالقطن والصوف، إضافة إلى صناعة صابون الغار التي تشتهر بها المدينة.
ولهذا فقد كان من الطبيعي أن تشتهر المدينة بكثرة أسواقها وخاناتها التجارية، والتي أخذت أسماءها انطلاقاً من حرفة السوق الواقع فيها. ومن أهمها السوق المستقيم، الذي يبلغ طوله 750 متراً، وشكل لعقود طويلة من الزمن جزءاً من هوية مدينة حلب الاقتصادية من خلال معايشته لإمبراطوريات متعاقبة وتحوله إلى مركز تجاري عالمياً في فترة ما، ففي حلب كانت تلتقي طرق الصين والهند وسائر المشرق وأوروبا وسائر بلاد المغرب، تصلها القوافل المؤلفة من آلاف الجمال، محملة بكافة أنواع البضائع، وهكذا أصبحت حلب السوق الرئيسية للتجارة في العالم القديم، وأصبحت كل الطرق تؤدي إلى حلب، منها طريق الحرير (طريق الواحات) وطرق الشاي والتوابل والمعادن.
• ذكريات قبل الحرب
يحتفظ الشاب “سامر بوزان” ( 34 عاماً) بذكريات جميلة عن أسواق المدينة قبل سنوات الحرب، والتي كانت حسبما يقول مقصده لشراء كل ما يحتاجه تجهيزاً لموسم زفافه في العام 2007، من مناشف قطنية وأثواب قماشية وبياضات إلى شراشف عرائسية وصابون غار. مضيفاَ أن الأسواق قبل الحرب كانت تستقطب كل أهالي حلب وريفها تبعاً للمنتجات المتنوعة التي تحتويها، لكن في الحرب جرى استبدال الحركة اليومية طوال ساعات اليوم بمناظر الدمار والأسقف السوداء نتيجة الحرائق وغياب غالبية مرتادي الأسواق. يصمت الشاب قليلاً لينهي حديثه “احترقت ذكريات طفولتي، وهي لا تعوض بثمن”.
• أرقام موثقة
يشير “عبد الله حجار” الباحث في التاريخ والتراث والآثار إلى أن أهمية الشارع المستقيم تكمن في أنه يعتبر من أقدم سوق مسطح لمدينة شرقية لا يزال قائماً حتى اليوم، وغلب عليه التخطيط الشطرنجي الممتد بين باب أنطاكية وسوق الزرب المطل على قلعة حلب، وهو أقدم تخطيط لمدينة حلب يعود للقرن الرابع قبل الميلاد وتحديداً في الفترة السلوقية، وهو شارع مستقيم وله 7 شوارع موازية ومتعامدة معه، ليشكل مجموع أطول أسواق المدينة في حلب 12 ألف متر، وتم بناء الدكاكين أمام الأعمدة من الجهتين عام 636 م وبنيت بشكل هندسي على شكل أقبية التي تحتوي في سقوفها نوافذ الإنارة، بحيث تكون دافئة شتاءً وباردة صيفاً بفضل سماكة سقوفها الحجرية.
الأسواق المتوزعة على السوق المستقيم، تبدأ من سوق باب أنطاكية يليه سوق خان التتن، فسوق البهرمية، ثم يتوسطها سوق السقطية والعطارين، فسوق العبي، ونهاية بسوق الزرب المطل على قلعة حلب. مضيفاً: أن رابطة أصدقاء مدينة حلب القديمة في ألمانيا، والتي تأسست عام 1990، تحتوي على خبراء سوريين مقيمين في المغترب أبدوا استعدادهم لترميم أسواق حلب القديمة، لكن ظروف الحرب حالت دون عودتهم، لكن استطاعت شبكة الآغا خان من مساعدة حلب بترميم أسواقها.
وعن العدد الإجمالي لأسواق حلب القديمة، أكد الباحث التاريخي وجود 37 سوقاً وهي متوازية أو متعامدة يختص كل منها بنوع من البضائع والحرف كسوق القطن وسوق الحبال وسوق العطارين والسقطية وكان لكل منها باب يغلق مساء، وتشكل بمجموعها أكبر (سوبر ماركت) في العالم، مضيفاً أن أهم ما تتميز به أسواق حلب القديمة هو التخصص فكل سوق يختص بنوع من البضائع والحرف، فهذا للعطارين وذاك للحبالين، وللأحذية والقطن والصوف والأقمشة كالجوخ والحرير والكتان والخيطان والصاغة، والنحاسين والسراجين والبالستان والعبي والطرابيشية.
من ناحية أخرى، يذكر المؤرخ كامل الغزي في كتابه “نهر الذهب في تاريخ حلب” أن تلك الأسواق تضم 15 ألف دكان، وكانت تجارة حلب القديمة متمركزة في الأسواق والخانات، التي كان يسميها الحلبيون بـ (المدينة وتلفظ بتسكين حرف الميم) كما سمى اللندنيون لندن القديمة التي فيها الأسواق التجارية بـ (السيتي) أي المدينة. وتعتبر أسواق حلب من أجمل أسواق مدن الشرق العربي لما تمتاز به من طابع عمراني جميل، إذ تتوفر فيها نوافذ النور والهواء، وتؤمن جواً معتدلاً لطيفاً يحمي من حر الصيف ومن أمطار الشتاء وبرده، ويبلغ مجموع أطوال أسواق حلب على الجانبين 15كم ومساحتها 16 هكتاراً، ويتم الدخول إليها من أبواب حلب كباب الجنان وباب الفرج وباب النصر وباب قنسرين وباب أنطاكية وفيها آلاف المخازن التي تبيع الأقمشة الحريرية والقطنية والمطرزة والعباءات والأغباني والسجاد اليدوي والبسط والزجاجيات الملونة والعادية وصابون الغار وصابون المطيب والمنتجات الفضية والذهبية والنحاسية والحلي المقلدة.
• مبادرات شخصية
وفيما يتعلق بخانات مدينة حلب، يوضح الباحث “حجار” أن العدد الإجمالي لخانات حلب يبلغ 23 خاناً و6 قيسريات، حيث شيدت الخانات لأغراض التجارة والصناعة والإقامة والسياحة معاً، أي إنها كانت تشكل فنادق ذلك الزمان، وقد تمت إعادة تأهيل مجموعة من الأسواق التي تبلغ مساحتها ما بين 450 – 500 متر، وتم البدء من الأسواق التي لم تتعرض إلى دمار كبير بحيث تكون النتائج سريعة للظهور، في حين تبقى عمليات الدمار الكبيرة بين سوق العطارين والزرب، والتي تحتاج إلى أموال طائلة إضافة إلى عمل مضنٍ يستغرق سنوات متعاقبة، مؤكداً وجود مبادرة شخصية من أصحاب المتاجر في سوق النسوان لإعادة ترميمه على نفقة أصحابها الشخصية، علاوة على ترميم الكنائس من قبل المنظمات الدولية والجوامع التي تم ترميمها بهمة مديرية أوقاف حلب والخيرين والمتبرعين من أصحاب الأيادي البيضاء، منها جامع الطواشي والأطروش وشرف والعادلية والسفاحية.
• دمار جزئي لبعض الأسواق
ولمعرفة حجم الأضرار التي طالت كل سوق، أوضحت المهندسة “ذكرى حجار” عضو المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب أن سوق باب أنطاكية يحتوي على 80 محلاً، ويوجد فيه محلان اثنان فقط تعرضا للدمار الجزئي خلال سنوات الحرب، كذلك الأمر في سوق البهرمية الذي يبلغ عدد محلاته 57 محلاً، أما خان التتن فيوجد 18 محلاً تعرضت للدمار الجزئي من أصل 85 محلاً، في حين سوق السقطية بجزئه الأول تم ترميمه بشكل كامل وافتتاحه وعودة المحلات المستثمرة بنسبة تتجاوز 70% حيث يتكون من 53 محلاً، بينما في جزئه الثاني يتكون من 32 محلاً، منها 3 محلات تعرضت لدمار جزئي. وبالانتقال إلى سوق العطارين الأول فقد تعرض لدمار بشكل كلي طال 50 محلاً، بينما سوق العطارين الثاني تعرضت غالبية محاله للدمار الجزئي مستهدفة 28 من أصل 33 محلاً.
وعلى امتداد الأسواق الموجودة على السوق المستقيم، فقد تعرض سوق العبي لتدمير 10 محلات بشكل كلي و36 محلاً لتهدم جزئي، حيث يبلغ العدد الإجمالي للمحلات 61 محلاً، في حين طال التدمير الجزئي 45 محلاً من أصل 74 محلاً في سوق الزرب، وهو آخر سوق يقع على السوق المستقيم ويطل على قلعة حلب مباشرة، وبعملية حسابية يكون العدد الإجمالي للمحلات التجارية الواقعة على السوق المستقيم 525 محلاً تعرض منها 60 محلاً للدمار الكلي و 134 للدمار الجزئي.
· 60 بالمئة من المحال عاودت نشاطها ..
وتضيف المهندسة “حجار” وجود عدد من الأسواق تم ترميمها بموجب الاتفاقية الموقعة بين المديرية العامة للآثار والمتاحف ومحافظة حلب ومجلس مدينة حلب والأمانة السورية للتنمية ومؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية، وفي مقدمتها سوق السقطية وخان الحرير وساحة الفستق والأحمدية، وبالتالي ترميم 150 محلاً في تلك الأسواق، في حين تستمر عمليات الترميم في سوق الحبال الذي يحتوي على 57 محلاً، ويتم التحضير للمباشرة بترميم سوق السقطية بجزئه الثاني.
وعن نسبة عودة أصحاب المحلات لممارسة عملهم التجاري، أوضحت عضو المكتب التنفيذي أن النسبة تتجاوز 60% من أصل 150 محلاً في الأسواق التي تم الانتهاء من ترميمها وعودتها إلى نشاطها التجاري المعهود، مشيرة إلى وجود بعض المحلات المغلقة بسبب عدم وجود أصحابها داخل القطر، ونسبتهم لا تتجاوز 20%.
• مبادرة مجتمعية لترميم خان الجمرك
بجانب باب خشبي كبير غني بالزخارف، يوجد خان الجمرك حيث كان منذ عصور خلت مكاناً للهيئة التي تدفع الإيجار وتتحمل نفقات الإصلاح والترميم، وكانت تحرص على راحة التجار، ويعد أحد أهم وأكبر خانات حلب القديمة ويشكل مركزا تجاريا واقتصاديا للمدينة.
يشير الحاج “محمد العطار” رئيس لجنة تجار سوق وخان الجمرك بمدينة حلب القديمة إلى أن العدد الإجمالي في سوق الجمرك 44 محلاً، أما في خان الجمرك المجاور له 86 محلاً أي 130 محلاً تجارياً تمتهن جميعها بيع الأقمشة والمنتجات النسيجية.
ويستذكر الحاج “العطار” تفاصيل الحرب هناك بعد عمليات التدمير التي طالته نتيجة الحرب، إلا أن إرادة تجار السوق كانت أقوى من خلال عودتهم لتأهيله وترميمه لينبض بالحياة من جديد، بعد أن قرر تجار السوق تأسيس لجنة خاصة بعد مضي أشهر على تحريره نهاية 2016، حيث قررت مجموعة من تجار السوق بداية عام 2017 لتشكيل لجنة مؤلفة من 7 تجار مهمتها إعادة ترميم السوق بعد الدمار الذي أصابه.
بدأت مهام اللجنة بالتواصل مع تجار السوق، وعقد اجتماع لوضع الصعوبات والمهام الواجب تنفيذها لإعادة ممارسة أعمالهم، والتوصل إلى تشكيل صندوق مالي نتج عنه وجود أكثر من مليونين ونصف المليون ليرة سورية أي اشتراك 106 تجار من أصل 130 في الصندوق المخصص لعمليات الترميم، المبلغ الإجمالي جاء من خلال تبرع كل تاجر بمبلغ 25 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تغيب 24 تاجراً حتى اليوم بسبب وجودهم خارج القطر، حسب ما أكده رئيس لجنة تجار خان الجمرك.
ومن المعروف أن مدينة حلب أقدم مدن العالم، ودخلت مدينتها القديمة وأسواقها التاريخية على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، إذ تشهد الكثير من الذكريات وسيحضر موقف ما لمخيلة كل حلبي أو زائر لتلك الأسواق التجارية، وعلى الشارع المستقيم والموازي للجامع الأموي، لابد لك من الوقوف برهة على زاوية سوق الأحمدية، حيث يقع مقهى الجلبي المعروفة باسم “الجديدة”، والتي كانت تشكل تلك الأمتار التي تبلغ 240 متراً مصدر رزق للمحامي “أحمد ربيع سمّاك” مالك المقهى، الذي اشتراها والده عام 1970 .
• مبادرة شخصية لترميم مقهى الجلبي
يستذكر مالك المقهى بعض التفاصيل العالقة في ذهنه عن المكان، لاسيما عندما كان يافعاً وحضوره لأعراس شعبية بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ويوثق في جواله بعض الصور بالأبيض والأسود حيث كان المقهى مخصصاً للأعراس النسائية في الفترة المسائية في حين كان يخدم تجار وأهالي المنطقة بالمشروبات في الأوقات الصباحية.
وتمتد الطاولات على كامل مساحة المقهى، يخيم الصمت قليلاً على أحمد، ثم يتابع: خلال سنوات الحرب أغلق المقهى أبوابه في الشهر التاسع من عام 2012 وبعد تحرير مدينة حلب نهاية 2016 عاد ليتفقد المقهى، بعد تعرضه لدمار جزئي، فقرر المباشرة بعمليات الترميم قبل استفحال الخراب نتيجة الأمطار وبدأ بإجراءات الترخيص من قبل مديرية المدينة القديمة، وليبدأ فعلياً بعمليات الترميم مع نهاية العام 2017 وما زالت عمليات الترميم مستمرة حتى اليوم. ومن المتوقع عودة افتتاح المقهى خلال أشهر قليلة، بعد الانتهاء من تمديد الكهرباء والأسلاك وترميم القبة التي تعرضت للشظايا وتم إصلاحها بشكل سريع ووضع البلاط على أرض السقف لعدم تسرب المياه ومنع الرطوبة.
وعن القيمة الإجمالية لعمليات ترميم مقهى “الجديدة” من الداخل، أوضح المحامي “السمّاك” أن فروقات الأسعار لعبت عاملاً أساسياً سلبياً في تأخر عمليات الإصلاح، إذ كان سعر كيس الإسمنت الأبيض بـ 4000 ليرة سورية في بداية عمليات الترميم بينما اليوم ارتفعت أسعار المواد وبلغت أضعافاً مضاعفة.
• خطط ومشاريع مستقبلية
وعن دور المجتمع المحلي بما يتعلق بترميم الأسواق التراثية، أوضح “سمير كوسان” عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب ورئيس لجنة الأسواق والمناطق الصناعية أهمية دور غرفة تجارة حلب لأنها المحور الأساسي لإعادة بناء وترميم الأسواق، وحديثاً تحت مظلة محافظة حلب يتم العمل مع الجهات المحلية لإعادة الألق إلى أسواق مدينة حلب، ومن ضمنها أسواق المدينة القديمة، التي تعتبر من أقدم الأسواق الموجودة تاريخياً، إذ يوجد مساحة ما يقارب 12 هكتارا ويبلغ طول الأسواق بداخلها 13 كيلو مترا وتتوزع الأسواق إلى 37 سوقا وقيسرية وخاناً متفرعة على محاور السوق المستقيم، تضم 3212 محلاً تجارياً.
وكشف “كوسان” عن حجم الدمار الذي تعرضت له أسواق مدينة حلب القديمة بحسب الموقع الجغرافي لكل سوق، وتعمل محافظة حلب لإعادة بناء ما دمرته سنوات الحرب، وشكلت محافظة حلب مظلة للإشراف العام والتي تضم الأشخاص أو الدوائر الرسمية أو الجهات المجتمعية كغرفة التجارة والآثار والمتاحف ومجلس مدينة حلب المسؤولين عن إعادة الإعمار والتأهيل، ويتم أخذ الأدوار المناسبة لكل جهة ومعرفة آليات عملها، منوهاً بأن الدور الرئيس لغرفة تجارة حلب هو جمع مالكي الأسواق سواء أكانوا مالكين أم مستفيدين أم مستثمرين أم مستأجرين وتشكيل لجنة إشراف مكونة من أصحاب المحلات وأعضاء غرفة التجارة بإشراف محافظة حلب لمتابعة عمليات تأهيل سوق ما، مضيفاً أن غرفة تجارة حلب لديها بنك معلومات للوصول إلى مالكي المحال التجارية أو ورثتهم.
وأضاف عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب: يتمحور دور اللجنة بمتابعة ترميم وتنفيذ وتشغيل السوق كذلك الأدوار التي تلعبها الجهات الرسمية كمحافظة حلب ومجلس مدينتها، إضافة إلى الدور اللوجستي لغرفة تجارة حلب كمتابعة الثغرات بين تجار السوق والجهات العامة كافة بحيث يتم التدخل بشكل إيجابي دون إقصاء أدوار كل جهة بغية تسهيل العمل، مبيناً أن دور غرفة تجارة حلب المجتمعي هو عودة بناء الأسواق التاريخية وتنفيذ الخطط المستقبلية فيما يتعلق بترميم وتأهيل الأسواق، خصوصاً أن غرفة تجارة حلب تلعب دوراً مهماً في موضوع ربط الأسواق الواقعة على السوق المستقيم، كخطة أولية ليتعرف الزوار على بداية ونهاية السوق والتبضع من منتجاته العديدة، أما المرحلة الثانية فهي ربط الأسواق الفرعية ببعضها، في حين يكمن الهدف الأخير بإعادة تشغيل كامل البقعة التجارية لأنه يشكل أكبر مول في العالم، ويجاور الجامع الأموي الكبير بحلب.
• تدخل إيجابي
بدورها، بينت المهندسة “لولوة خربوطلي” من جهاز الإشراف بمؤسسة الآغا خان الثقافية أنه تم إعادة الحياة الاقتصادية إلى سوق السقطية أولاً، وتلاها ساحة الفستق وسقف الساحة، ثم افتتاح سوق خان الحرير بينما سوق الأحمدية سيبصر النور خلال أيام معدودة، وأنه يتم العمل على مشروع تأهيل سوقي الحبال الغربي والشرقي كونها مشاريع تنموية محلية ومفيدة لعودة أصحاب المحلات لممارسة أعمالهم.
وفيما يتعلق بالسبب الرئيس لبداية عمليات التأهيل من سوق السقطية كونه يقع في قلب الشارع التجاري، أوضحت المهندسة “خربوطلي” أهمية موقعه الاستراتيجي لأنه يقع ضمن الشارع المستقيم الواصل بين باب أنطاكية غرباً وسوق الزرب شرقاً ولأنه سوق شعبي مختلف المهن ولأهمية الرابط الاقتصادي والاجتماعي مع الأسواق المجاورة ولكون نسبة الضرر فيه قليلة نسبياً مما ساهم بسرعة ترميمه، وبالتالي التشجيع لعودة أصحاب المحال بأسرع وقت ممكن.
وعن أعمال الترميم التي يشهدها كل سوق على حدة، أشارت المهندسة “خربوطلي” إلى أن بداية أعمال الترميم تبدأ بإزالة وترحيل الأنقاض ويليها عمليات فرز العناصر الحجرية المتضررة القابلة لإعادة الاستخدام والبدء بترميم واجهة المحال التجارية من إعادة تعويض الفاقد الحجري وأعمال العتبات البازلتية ومعالجة الأحجار بطريقة تقليدية قديمة باستخدام المواد الكلسية القديمة، وترميم القباب في حال وجودها وكذلك أيضاً ترميم المقرنصات المعمارية المزخرفة بطريقة جميلة، بالإضافة إلى وجود قمريات (فتحات نفاذ الضوء في الجزء المسقوف) يتخلل الضوء منها بطريقة منسجمة مع العناصر الحجرية المتواجدة فيه.