قصة م.ياسمين درويش
فرحت زينة بزيارة عمتها برفقة أولادها لمنزلهم, فأرادت أن تضفي جواً من المرح والتسلية ولكنها أخطأت إذ فتحت نافذة صغيرة مطلة على الشارع ضمن الباب الحديدي لحديقة منزلهم وأخذت تعاكس المارة بتصرف غير لائق ظناً منها أن هذا سيضحك الضيوف إلا أنهم كرهوا تصرفها وكفوا عن اللعب معها.
ذهبت زينة لمساعدة والدتها فسألتها الأم عما إذا كانت قد كتبت فروضها المدرسية فتهربت من الإجابة, ولم تكتب وظيفتها للمرة الأولى لئلا تترك اللهو والضيوف وتجلس وحيدة أثناء أداء واجباتها المدرسية.
وفي اليوم التالي ذهبت زينة للمدرسة والندم يتسلل لقلبها الصغير, وتمنت ألا تشعر المعلمة بتقصيرها, فقالت المعلمة حال دخولها الفصل المدرسي: سيزورنا الموجه التربوي بعد دقائق ليتعرف عليكم يا طلابي الأعزاء.
شعرت زينة بالخوف وتملك الذعر حواسها, وحال دخول الموجه التربوي إلى الصف أخذت المعلمة تفتش على الفروض بنفسها كعادتها كل صباح, وحين وصلت لمقعد زينة لم تجد زينة ما تريه للمعلمة فانفجرت باكية.
وحين سألتها المعلمة عن سبب عدم كتابتها لفرضها المدرسي تلعثمت زينة وقالت بصوت منكسر خجول: لقد مررنا بظرف خاص في المنزل.
فقالت لها المعلمة مؤنبة إياها: هل تحولت يا زينة من طالبة مجتهدة إلى طالبة كسولة مهملة؟
ورمقها الموجه التربوي بنظرات عاتبة فشعرت بالأسف وغرقت بدموعها.
في الفرصة المدرسية بقيت زينة وحيدة وانزوت في زاوية باحة المدرسة وكفكفت دموعها بعد أن استحال لون وجهها خمرياً جراء البكاء.
اقترب منها أحد الطلاب قائلاً لها بلهجة عاتبة: أنا الطفل الذي حياك مساء البارحة حين كنت واقفة وراء نافذة الباب الحديدي فمددت لسانك لتعاكسيني, كم جرح هذا التصرف مشاعري!
استنكر الطلاب تصرفها وتهامسوا مشيرين عليها بأصابعهم فتابعت البكاء نادمةً على ما بدر منها ليلة اليوم الفائت.