بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
كانت قذائف الحقد تتهاوى على أحياء مدينتنا العظيمة حلب الشهباء، وكان البعض ذاهلاً عن كل شيء إلا ما يحافظ على بقائه، هكذا الحال عندما زرته منذ سنوات في مكتبه في جمعية العاديات، ورغم ما كان مُخيّماً من رائحة الخوف بل والموت في محيط جمعية العاديات القريبة نسبياً من خط الاشتباكات مع الإرهاب، رغم كل هذا كان الأستاذ تميم منهمكاً في ترتيب صورٍ فوتوغرافية لبعض معالم مدينتنا العظيمة حلب الشهباء، تلك الصور التي كانت تقف ببهاءٍ بين يديه منتظرةً نظرته الفاحصة الخبيرة، ليضعها في مكانها الذي تستحقه، من الأرشيف التوثيقي، أخبرني أن تلك الصور عبارة عن عيّنةٍ صغيرةٍ من آلاف الصور التي قام بتوثيقها وحفظها مع مجموعةٍ من الأشخاص الباحثين والمهتمين التي كانت تعمل معه بصمتٍ وإخلاصٍ لمدينتنا العظيمة.
علمتُ لاحقاً أن تلك الصور بلغت اثنان وعشرون ألف صورة.
تميم قاسمو: قامة التراث الحلبي المعرفي الباسقة، وأرشيف التراث اللامادي الذاخر، الباحث الفذ ذو الذكاء الحاد، والفكر المُتنوّر، الشخصيةٌ المُشرقةٌ بعوالم التراث الحلبي المُتعمّق بكلّ تفاصيل الماضي وعبقه الأخّاذ.
تميم قاسمو: الرجل الوطني العروبي الأصيل والباحث الحلبي الخبير صاحب البصمة التراثية المتميّزة يودّعنا أمس راحلاً عن هذه الدنيا تاركاً وراءه أثراً طيباً.
ولد الباحث تميم قاسمو في حلب الشهباء سنة (1946 م) ودرس في مدارسها والتحق بجامعتها في كلية الهندسة المدنية ليتخرّج بعدها مهندساً مدنياً سنة (1969 م) وليمارس هذا العمل في حياته وليكون بعدها أحد أهم الشخصيات الموثّقة للتراث الحلبي من خلال جمعية العاديات، حيث قام بأعمال جليلة فهو:
رئيس اللجنة الثقافية في جمعية العاديات.
مدير تحرير مجلة جمعية العاديات.
له العشرات من الأبحاث والمحاضرات في التراث الحضاري لمدينتنا العظيمة حلب الشهباء لا سيما التراث اللامادي كالأمثال الشعبية والحِكم وقصص وأغاني….
ساهم في جمعية العاديات بكثير من الرحلات والمحاضرات والأبحاث.
كان ركناً هاماً في احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية 2006
وكان محوراً أساسياً في إصدار “الكتاب الذهبي لتوثيق الاحتفالية”، كما ساهم في الندوات العلمية في الاحتفالية.
عمل في مدينة حلب القديمة ممثلاً لجمعية العاديات، ثم رئيساً للجنة الفنية للمدينة القديمة.
كما عمل في الإشراف على ترميم الجامع الأموي بحلب لمدة ستة سنوات.
وكان مؤخراً في لجنة تنفيذ الترميم بعد اعتداءات الارهاب على الأموي.
رحم الله الباحث تميم قاسمو وجزاه عن حلب وتراثها خير الجزاء.
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer