على مقعد الانتظار!

الجماهير – بيانكا ماضيّة

على حافةِ العمرِ جلس منتظراً قدومَ مطرِها.. كان متيقناً من أنها ذات يوم ستطل إلى عالمه، وكان أن رسم كل تفاصيل وجودها، بدقة متناهية رسم كل شيء، وجلس على مقعد أشواقه ينتظر إعصارها..
وأطلّت خلسة من غيابه، لكن تلك النظرة المواربة التي حمى بها عينيه من أشعةٍ قد تتسلل إليهما فتحجب عنه رؤيتها، لم تحمِه من قدوم العصف..
على حافة العشق جلس واضعاً ساقاً فوق أخرى منتظراً موعد بدء الأسطورة..
جاءت..
على مهل كانت تخطو باتجاهه..
لم تكن تعلم أنه انتظرها طويلاً..
انتظرها العمر كله..
على حافة العمر جلس منتظراً قدومها مخلفاً وراءه دهشةً راحت تتنقّل من همسة إلى غيمة إلى سرب حمام..
في عالم لايمت إلى هذا العالم الفوضوي جلس على حافة أشواقه، وقد فرش رداء عشقه على مقعد الانتظار…
وكتب لها بلون الحب، حتى أدهشتها كل التفاصيل التي رسمتها هي الأخرى في لوحة غيابه، كتب لها وطارت حروفه خلف سرب السنونوات..
وأصرّ على أن يمسك الوقت من تلابيبه كيلا يفوته مشهد التكوين..
وكتب لها، وكان له ما أراد من همس ونجوى..
وحديث صامت بدأ يسلك طريق العشق..
هاهي عصافير تطير من أعشاشها..
وسرب ابتسامة يعلن رفرفته في الفضاء..
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار