من صفر مشاكل إلى تلال مشاكل ……!!

• عبد الكريم عبيد

المتتبع للشأن التركي داخلياً وخارجياً يلمس أن هناك تخبطاً ومشاكل جمة يعاني منها حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان الذي يقود تركيا وحزبه إلى الهاوية وهو يلمس هذا الواقع ويعيه جيداً .
لذلك وفي محاولة منه الهروب من هذا الواقع الذي يزداد سوءاً يحاول تصدير مشاكله إلى الخارج لاعتبارات وأسباب عدة يأتي على رأسها :
إنقاذ شعبيته التي تدنت بشكل غير مسبوق وهي مهددة بالتدني أكثر فأكثر في ظل سياسات أردوغان القائمة على إثارة الفتن والحروب والاستثمار في الإرهاب والتطرف.
إذ أشارت آخر استطلاعات الرأي أن شعبيته انحدرت إلى ما دون 37% وهي قابلة للانحدار في ظل غياب مصداقيته أمام الرأي العام في تركيا ودول الجوار والعالم.
إذ أطلق في بداية توليه الحكم في تركيا أنه سينتهج سياسة صفر مشاكل مع الجوار وبين عشية وضحاها تحولت تركيا في ظل حكمه إلى بؤرة لإيواء الإرهاب والتطرف وتصدير القتل والدمار إلى دول الجوار لدرجة أن السياسيين والإعلاميين والشارع التركي يتساءل أين هومن شعار صفر مشاكل …!!
هي أكذوبة كبرى أطلقها ليظهر نفسه على أنه حمامة سلام لكن سرعان ما ذاب الثلج وبان المرج وظهر أردوغان في عريه القيمي والأخلاقي .
اليوم يحاول أن يظهر أمام الرأي العام بحلة جديدة على أنه البطل الذي يحافظ على الأمن القومي التركي من خلال ادعاءاته التي لم تعد تنطلي على أحد في أنه يحارب الإرهاب ويحمي حدود تركيا من خلال المنطقة الآمنة المزعومة التي كلما فاق من غيبوبته يعود إلى أسطوانته المشروخة .
المنطقة الآمنة في حقيقتها وإصراره عليها لأنه يرى فيها قارب نجاة حسب زعمه من خلال الضغط والاستثمار في الأزمات الدولية مثل الحرب الأوكرانية وليبيا وتونس والعراق وقبلها مصر ….
أينما توجد بؤر التوتر في العالم يوجد دور ما لأردوغان فيها سواء عن طريق تصدير الإرهاب والإرهابين أو تصدير دعاة كما حدث في سورية .
حيث أنشأ لهم مراكز تدريب وإقامة في أكبر المدن التركية ومنها غازي عنتاب .
هو يستثمر في كل شيء لجلب منافع سياسية ومادية يحاول من خلالها تلميع صورته ومنها المنطقة الآمنة المزعومة يحاول من خلالها تحسين رصيده الشعبي .
لكن بالمقابل الساحة الدولية التي فيها لاعبون كثر وتتقاطع المصالح فيها وطبيعي أن تتضارب مصالحه وأهدافه مع مصالح وتحالفات الدول الكبرى التي تعمل وبحزم على فرملة وإفشال خططه في المنطقة التي حولها إلى كرة متدحرجة من النار .
إلا أن الدول الصديقة والحليفة لسورية وصمود الشعب والجيش والقيادة السورية سيفشل هذا المشروع كما أفشل مشاريعه في السابق من الأيام .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار