” البوظ ” خارج إطار الرقابة في ظل واقع الكهرباء والأمبير!

الجماهير || محمود جنيد

يوجد لدينا بوظ يوميا…
هي عبارة يمكنك قراءتها على طول خط سيرك أمام محلات الفروج والسمك والبقاليات و بسطات الخضار والفواكه، ضمن الأسواق والاحياء الشعبية، وتهدف للإعلان عن أحد أنواع التجارة الرائجة في فصل الصيف في مدينة حلب.
سعر لوح البوظ هذه الأيام حسب استطلاعنا يتراوح بين خمسة إلى ستة ٱلاف، والربع بين ألف وخمسائة إلى ألفين ، وهناك شطحات استثنائية يصل معها السعر إلى تسعة ٱلاف بالنسبة للبضاعة المكفولة ( مياه عذبة)، كما برر صاحب تلك الشطحة…

أبو محمود وهو بالأصل صاحب محل لتجارة الفروج في حي صلاح الدين ويدعم تجارته الأصلية بصنف البوظ، كمورد ربح إضافي مع واقع أسعار الفروج غير المستقرة بسبب قلة عدد المداجن وارتفاع أسعار الأعلاف، أكد لنا عدم ثقته بمزاعم موردي ألواح البوظ التي حول مصدر المادة الأساسية المستخدمة وهي المياه الحلوة، وأفصح لنا بأنه ينصح زبائنه الاحتفاظ بقطعة البوظ ضمن “كيس” تحسبا لاختلاط الرواسب بالمياه أو المشروبات المبردة، مبينا بأن الإقبال جيد جدا على شراء البوظ، إذ يبيع يوميا بين خمسة عشر إلى عشرين لوحا منها، وعرج أبو محمود خلال حديثه على واقع أسعار الأمبيرات اللاهبة( الصباحي ٢٠ الفا والمسائي ١٥ الفا) للأمبير الواحد أسبوعيا والتي يحتاجها لتشغيل البرادات، وهو ما يحد من الأرباح القليلة أصلا، إذ كان بالإمكان بيع قطعة البوظ بسعر أقل لو كانت اسعار الأمبيرات التي تأكل الأخضر واليابس متهاودة، لافتا إلى أنه وجواره تقدموا بأكثر من شكوى لمجلس المدينة بهذا الخصوص دون فائدة!!

أحد باعة البوظ الجوالين منعنا من تصوير الألواح التي تظهر من بعضها الشوائب، مؤكدا بأنه يشتريها من المصدر على وضعها ويبيعها كما هي، في الوقت الذي أكد لنا فيه أحد المواطنين بأنه مجبر على شراء البوظ الذي يعتبر مصروف إضافي يومي مرهق، للتنعم بكأس ماء بارد مع قيظ الصيف، الذي تتحول فيه البرادات المنزلية إلى “شعريات” في ظل واقع الكهرباء المزري، وعدم قدرته على تكبد أعباء أمبير إضافي لتشغيل ثلاجته سواء لحفظ الطعام أو تبريد الماء، وأردف ذلك المواطن جوابا على سؤالنا بأنه يشعر وأفراد أسرته بتغير طعم الماء بعد تبريدها بلوح البوظ وأحيانا بالمغص، مضيفا بأنه للضرورة احكام، إذ لا يمكن تقبل شرب الماء العادية في الصيف الحار الذي يحتاج فيه المرء لأن يبرد قلبه الذي تحرقه الظروف الصعبة بدمعة ماء مثلج كأضعف الإيمان.

من جانبه أحد باعة المشروبات غير الطبيعية في سوق باب جنين، أكد لنا بأنه يستهلك يوميا ثلاثة ألواح بوظ وسطيا ، ويشتري الواحد منها بخمسة آلاف، والكأس بمائتين والبعض يطلب “تصليحة بشرة بوظ”…يضحك .
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار