دواهي العصر!.

الجماهير – بيانكا ماضيّة

تنتشر في هذه الأيام أسماء مغمورة لأناس أوجدوا في عالم الفن، وهم بعيدون كل البعد عن هذا العالم، حالات نشاز تقتحم الميادين بدون تقييم ولا نقد، بل على العكس هناك مشجع وداعم وهناك متلق سطحي لكل ما يقدم له..
يبدو أننا في عصر الانحطاط على غير صعيد، عصر لا يمت بصلة إلى غيره من عصور مضت كانت فيه الكلمة واللحن والأداء في أوجها، وكان من يبتغي أن يكون له موطئ قدم في هذه الفنون أن يمر على غير ناقد وفنان وسميع، والجميع يعرف أن الفنان الكبير محمد عبد الوهاب حين جاء حلب لأول مرة لم يأت إلى حفله أحد إلا بعد أن استمع له سميعة حلب في اليوم الأول لتعطي قرارها هذه المجموعة بالموافقة، وليأتي إلى سماعه أهل حلب في اليوم الثاني، وكان أن قال بعدها ” الحمد لله أننا مارحناش في ستين داهية” في إشارة إلى أن من يبتغي دخول عالم الفن والغناء لابد من أن يمتلك المقومات وأن يكون عالماً بأصول هذا الفن وأن هناك لجنة تقيّم فنه وإبداعه!.
اليوم بات هذا الفن في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا تجاريا بامتياز، باتت الساحة مفتوحة للنشاز وغير النشاز، لايقف في وجه هذه العاصفة المدمرة للأصيل أحد، كلمات سخيفة، وألحان متدهورة، ولا يمكن نسب هذا كله إلى عالم الفن، والأقبح من هذا أن نجد مصفقين وجمهورا غير قليل ينسحب خلف هذه العاصفة ليعصف هو الآخر بكل جميل.
من المسؤول عن هذا التدهور والانحاط؟! إن الغزو الثقافي والفني والفكري الذي اقتحم كل مجالات الحياة ليمسخ كل شيء لابد من الوقوف في وجهه بصرامة وحزم، لأن الأهداف البعيدة له تكمن في مسخ كل أشكال الإبداع ومسخ الإنسان بحد ذاته ليكون إنساناً فارغاً تافهاً يحيط به التافه والسطحي من كل الجهات..
ويبدو أننا في نهاية المطاف لن نكون في مهب عاصفة واحدة بل سنكون أمام عواصف أخرى ستعصف بنا، وقد بدأت للأسف، فلا يبقى إلا الغث ويذهب كل جميل من حياتنا!.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار