الجماهير|| محمود جنيد
لم أتمكن هذه المرة من التقاط السيلفي ومحشر الركاب المتلاصقين كالتوائم السيامية خلفي، في سيرفيس الأعظمية ٢٤ راكبا (نظريا)!، لأن يداي كانت في حالة عطالة تامة، بينما تمكن المعاون ” اللهلوب” من تكديس الجموع البشرية العائدة إلى منازلها بعد يوم عمل طويل مضن مثل ” المكدوس” وبعدد مضاعف عن القدرة الاستيعابية لتلك الحافلة التي تعلق على بابها المشرع، مجموعة من الأشخاص ومن بينهم أطفال تحت خطر الانزلاق!
إحدى النسوة طلبت النزول في منطقة الملعب البلدي وسط تذمر بعض المتجمعين أمام الباب والذين بالكاد وجدوا موطئ قدم لهم، وعاتب أحدهم السيدة بأن كان بإمكانك أن تمشي المسافة من باب جنين إلى باب الملعب البلدي بدلا من كل تلك الشنططة، فرد عنها أحدهم بالقول بأن أحدا ليس لديه القوة أو الطاقة للسير في ظل سوء القيمة الغذائية الذي يتناولها ، إذ أصبح الطبخ الذي تشتهر به مدينة حلب من الرفاهيات بسبب الحصار الاقتصادي الراهن وارتفاع الأسعار المتواتر !
لسنا هنا بصدد تقييم الأمور من منحى تخصصي بما يكتنف ذلك من كلام كبير ومعقد عن تداعيات الحرب ومنعكساتها على الوضع الاقتصادي والمعيشي ، والإجراءات الحكومية المطلوبة لمعالجة أزمتنا الاقتصادية من تصويب وتغيير الرؤية الاقتصادية، وتثبيت سعر الصرف وتأمين حوامل الطاقة لدفع عجلة الإنتاج وتمكين الاستثمار وووو…
نحن هنا فقط نريد أن نوصل رسالة نطلب فيها أن نرحم كمواطنين بعضنا، بما أن الحال من بعضه والمعاناة تلف الجميع، ولسنا بحاجة هنا لأحد يذكرنا بشح مادة المازوت المتوفرة في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، أو عين الرقابة النائمة، وما دفعنا لتحرير رسالتنا هو تصرف المعاون سالف الذكر، الذي أرغم سيدة في نهاية الخط وبطريقة وقحة لم تجد من يردها، على دفع أجرة ثلاثة ركاب عنها وطفلين معها جلسوا على كرسي مزدوج، وغادرت السرفيس وهي تدعو على المعاون بالويل والثبور !
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer