ملف الاسبوع ..صداع رغيف الخبز بحلب وجع يومي يبدأ مع طلوع الفجر ..المشكلة بالوفرة أم بسوء التوزيع .؟

الجماهير || محمد الأحمد – أسماء خيرو

رغيف الخبز يخضع بحلب الى عدة أبعاد ، الأول يتعلق بالإنتاج والتوزيع والثاني يتعلق بالتوطين والأتمتة والثالث يتعلق بالتلاعب والرابع المتاجرة بالمخصصات وما بينهم تستمر معاناة المواطن بأشكال مختلفة من ازدحامات تكتنفها السلوكيات اللاإنسانية ، والانتهاكات اللفظية ، وسوء في التوزيع يمعن في ضياع المخصصات وحرمان المواطن من رغيف الخبز وانخفاض في الجودة يعزز مفهوم القناعة بالموجود ..

لذلك كان هذا التحقيق الذي حاولت “الجماهير ” من خلاله تسليط الضوء على مشكلة رغيف الخبز وكيف تحولت إلى صداع ومعاناة يومية للمواطن الحلبي بالرغم من حلول وضعت وقيل أنها جاءت “بالفرج”.؟؟

* أسئلة فرضت نفسها…

ماذا يحصل في موضوع الخبز بحلب ؟

سؤال منطقي يسأله المواطن (تصريحاً أو تلميحاً ) ماذا يحصل ؟؟؟ ولماذا هذا الازدحام ؟؟؟ أليست عملية الإنتاج والتوزيع مؤتمتة ؟؟ أليس هناك توطين للمخصصات ؟؟؟ هل المشكلة عند المواطن أم في مكان آخر ؟؟؟ ولماذا تكون مشكلة بالأصل ؟؟؟ ما يجعلنا نستنفر جزء من قوى الأمن الداخلي لمهمة تنظيم الدور كوقاية لعدم حدوث أي مشكلة ؟؟ !

أليس من المفترض أن تكون المخصصات موزعة على عدد البطاقات (الذكية) إضافة إلى أن هناك عملية توطين للمخصصات ومن المفترض أن تكون مدروسة ما يعني عدم قدرة أحد على التلاعب بالمخصصات وأن المواطن مخصصاته محفوظة سواء في المخبز أو عند المعتمد وهو قادر على استجرارها يومياً في فترة محددة فلماذا هذا الازدحام ؟؟

* مابين حانا ومانا…

من بين الزحام وهول الوقوف والانتظار لساعات في الطابور منذ بزوغ الفجر للحصول على مخصصاتهم من الخبز عبر البطاقة الذكية سواء من المخبز أو المعتمد سيطر على وجوه معظم المواطنين الغضب والتأفف بسبب ما يحدث .

ومن بينهم أبو العز الذي قال بأنه يستعد بعد آذان الفجر ليقطع على قدميه مسافة طويلة من حي السكري إلى وسط المدينة فقط للوصول إلى مخبز الاتحاد حتى يتسنى له حجز دور والحصول على مخصصاته عبر البطاقة الذكية فإن تأخر عن ذلك تكون” راحت عليه “

السيدة أم عمار كانت تقف أمام مخبز الاتحاد شبهت مايحدث لها بصداع قاتل ووجع يومي معبرة عن استيائها الشديد كونها مجبرة على حجز دور منذ الساعة الثالثة فجرا حتى موعد توزيع الخبز في السادسة صباحا للحصول على مخصصاتها .

وعن جودة الرغيف قال الحاج أبو أحمد السبعيني : الخبز في يعض الافران معجن وسميك ولونه أسمر ورائحة الحموضة تنبعث منه مشيرا إلى أن تجار وتاجرات الخبز أحد أسباب الازدحام..

فراس شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني عدم وجود معتمد في منطقته يكلفه العناء والمشقة حيث وصف مايحدث له بالوضع المزري كونه مجبر أن يستقل المواصلات العامة من حي الزهراء إن وجدت إلى مخبز الرازي للوقوف في الطابور لمدة ساعتين وأكثر للحصول على مخصصاتة اليومية .

حال المواطنين أمام المعتمد لم يكن أفضل حالا على حد قول السيد ( ر . ج ) القاطن في منطقة الميرديان قال على سبيل الفكاهة ” مابين حانا ومانا ضاعت مخصصاتنا ” ليبين بأن التسجيل عند المعتمد في الخامسة صباحا واستلام المخصصات عند السابعة وبالتأكيد يتوجب عليه أن ينتظر أمام المعتمد حتى لايضيع دوره الذي حجزه وكان /٧٤ / .

* مسؤولية مشتركة…

وبرر مدير فرع الشركة السورية للمخابز المهندس جميل شعشاعة أسباب الازدحام التي تشهدها المخابز العامة تواجدها في مناطق فيها اكتظاظ سكاني إضافة إلى أن المخابز الخاصة تغلق أبوابها أمام المواطنين بمجرد نفاذ مخصصاتها اليومية والتي لا تتجاوز أكثر من / 2/ طن يومياً مبينا بأن عدد المخابز العامة في مدينة حلب 32 مخبزاً بخطوط إنتاج /42/ خطاً وأن مستلزمات الإنتاج أي ” الدقيق” تؤمن عن طريق المؤسسة السورية للحبوب ، حيث يتم تأمين /421 / طن لفرع السورية للمخابز بشكل يومي وبدورها تقوم بتوزيع المخصصات المحددة على الأفران تبعاً لموقع المخبز والكثافة السكانية سواء أكان بالريف أو المدينة بكمية تتراوح مابين ٥ إلى ١٣ طن للخط الواحد .

ولفت شعشاعة إلى أن السورية للمخابز تعمل على حل مشكلة الازدحام أمام الأفران عن طريق السيارات الجوالة التي تعمل ٢٤ ساعة ، وفيما يتعلق بالمعتمد فإن المديرية بعد منح المعتمد المخصصات وفقا لبطاقة الاعتماد والرخصة فإن مسؤوليتها هنا تنتهي لتقع على عاتق كل من التموين ولجنة الحي والمختار ، وفيما يتعلق بالمتاجرة والبيع أمام الأفران أيضا المسؤولية تقع على عاتق الجهات الرقابية مشيرا إلى أن الأفران الحكومية تقدم خدماتها مدة ٢٤ ساعة دون توقف أو ما ندر ، وأي عطل يؤدي إلى توقف هذا المخبز أو ذاك يحدث تأخير في عملية الإنتاج وتوزيع المخصصات وغالبية الأعطال يتم إصلاحها بجهود محلية.

* الدور الرقابي ..

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حلب المهندس أحمد سنكري طرابيشي كان له رأي حيث قال : أن عدد الضبوط منذ بداية نيسان لتاريخ هذا اليوم / 277/ تتوزع مابين/ 209/ ضبوط بمخالفات لدى المخابز وتتضمن نقص وزن وسوء جودة الرغيف و/68/ضبطاً بحق المعتمدين لتقاضي أجر زائد وعدم الإعلان عن الأسعار والامتناع عن البيع ، كما تم التعاون مع الشرطة لضبط عملية المتاجرة أمام الأفران وعند بعض المعتمدين .

وفيما يتعلق بتجربة توطين الخبز تابع قائلاً بأن هذه التجربة لم يجر تفعيلها في مدينة حلب وهذا القرار يعود لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، وعن زيادة مخصصات المعتمدين تتم تعديل الكمية بعد أخذ موافقة الوزارة على ذلك ، مبيناً أنه سيتم رفد المحافظة بـ/ 500/ جهاز لتوزيعها على معتمدين جدد لتخفيف الازدحام على المخابز، مشيرا إلى أن عدد المخابز الخاصة بحلب/ 174 / مخبزاً وعدد المعتمدين / 1100/ يتوزعون مابين الريف والمدينة.

* أسباب قابلة للنقاش …

وتبقى محاور النقاش مفتوحة وحديث العامة أثناء ساعات الانتظار الطويلة وفي مجالس الحارات الشعبية بانتظار الحلول :

1 — دراسة المخصصات قد تكون غير دقيقة ويعتقد أنه مسؤولية الجهات التي قامت بالدراسة .

2 — قد تكون الشرائح التي تم استبعادها من الدعم لجأت إلى أساليب ملتوية للحصول على مادة الخبز المدعوم عبر وسطاء أو تجار خبز ما زاد الضغط على صاحب الحاجة الأساسي خاصة وأن الخبز السياحي غالي الثمن .

3 — تجربة المعتمدين لم تحقق الغاية المرجوة منها نتيجة جشع بعض هؤلاء المعتمدين وممارستهم للمهنة بطريقة تجارية ربحية وليس بطريقة خدمية إنسانية وهذا ما أدى إلى هروب بعض المواطنين من جشع المعتمد في بيع المواطن أحياناً نصف مخصصات البطاقة الذكية إلى التضحية بالوقت بالذهاب إلى المخابز بدلاً من أن تكون تجربة المعتمدين هي التخفيف من الضغط على المخابز .

4 — لا تزال هناك جيوب ومناطق ظل تحدث فيها عمليات تلاعب بمستلزمات الإنتاج من قبل بعض ضعاف النفوس وقد تم ضبط العديد من حالات تهريب الدقيق والخميرة والمازوت وهذا ما يؤثر على حرمان المواطن صاحب الحق من مخصصاته التي وفرتها له الأنظمة والقوانين التي يفترض أن تكون مؤتمتة .

5- المتاجرة بالخبز التمويني عن طريق فئات مجتمعية جعلت من رغيف الخبز مصدر رزق يومي لها .

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار