- المحامي سمير نجيب
بعد مرور عامين بعد المئة على معركة ميسلون الا ان ظلالها ما زالت حاضرة بما حملت من معاني ودلالات وطنية كبيرة فيوم 24 تموز من عام 1920 لم يكن يوما عاديا في تاريخ الشعب العربي السوري بل شكل بداية مرحلة جديدة من الوعي الوطني جسده آنذاك قائد معركة ميسلون وزير الحربية يوسف العظمة يوم اتخذ القرار الجريء بمواجهة الغزاة الفرنسيين الذين زحفوا لاحتلال دمشق رغم ادراكه باختلال موازين القوى لمصلحة الغزاة ولكن دافعه ووعيه الوطني واخلاصه لوطنه قرر المواجهة مرددا جملته المشهورة ” لن أقبل ان يكتب التاريخ بأن فرنسا احتلت دمشق دون مقاومة” فكانت المواجهة في معركة ميسلون واستشهد يوسف العظمة والمئات من المقاومين الذين تطوعوا للدفاع عن وطنهم ودخلت القوات الفرنسية دمشق الا ان الشعب العربي السوري لم يستكن ويستسلم فاندلعت الثورات حتى انتصر ونالت سوريا استقلالها عام 1946 ..
فهذا التاريخ المشرف للشعب السوري والذي شكلت ملحمة ميسلون تحول نوعي في وعيه الوطني قدم نموذجا ودافعا للشعب العربي لمواجهة الاستعمار الذي احتل اوطانه.. فبعد مرور 102 عاما على معركة ميسلون الخالدة ما زالت آثارها ودلالاتها حاضرة في وعي الشعب العربي السوري وكل الشعوب التواقة للحرية وقدمت نموذجا يحتذى به في الارادة والصمود والوطنية لكل قوى المقاومة بالأمة التي تدرك بأن موازين القوى مختلة اليوم لمصلحة الاعداء ولكن معركة ميسلون والقرار الشجاع للشهيد يوسف العظمة مازالت حاضرة في وعيها ودافعا لنضالها ضد قوى العدوان.
واليوم سوريا تواجه ذات قوى العدوان التي تحاول النيل من وحدتها وسيادة قرارها الوطني ولكن القرار الشجاع للسيد الرئيس بشار الاسد بالمواجهة والصمود وحد الشعب الذي احتضن جيشه الوطني و استبسل بالدفاع عن وطنه فقدمت سوريا نموذجا لكل العالم لمعنى الصمود والتحدي وعدم الاستسلام والخضوع لقوى العدوان مهما تعاظمت قوتهم .
ومعركة ميسلون ما زالت حاضرة في ذاكرة الشعب السوري ونقطة مضيئة لمعنى الارادة والتي قالت كلمتها بأن الوطن غالي ويستحق منا التضحيات .