بعد الامتحانات “المثابرة طريق النجاح”

بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة

 

بعد أن تقدم أبناؤنا الطلبة إلى امتحاناتهم في المراحل المختلفة، ولعلَّ بعضهم في المعاهد والجامعات لا يزالون يُمتحنون في مختلف الفروع؛ لا بدَّ لنا من كلمةٍ نضعها كنصيحةٍ لكل الناجحين وكذلك لكل من تأجّل نجاحهُ لظرفٍ ما.

أقول تأجّل نجاحه لأنه سوف ينجح ـ بإذن الله تعالى ـ إن التزم بهذه النصيحة التي هي من أعظم السمات التي يمكن أن يمتلكها الإنسان، ذلك أنها تمنحُ صاحبها ينابيع النجاح والتفوق، إنها “الـمُثابرة”

إن الشخص الذي يتحلى بالمثابرة والطموح قادر على تحطيم الصعاب مهما عظمت، قادر على تغيير الواقع المرير بالسعادة الغامرة.

إن النجاح في أي مشروع يبدأ بخطوة، وإذا استقرأنا حياة الناجحين سنجد القاسم المشترك بينهم المثابرة على السير في طريق تحقيق الهدف، إذ لا يمكن للسعي أن يُكلل بالنجاح إلا بالمثابرة، مع عدم التوقف عن محاولة التقدم والتطور، وعدم الاستسلام للفشل أو اليأس والإحباط، وليس عيباً أن تسقط، ولكن العيب أن تركن إلى السقوط.

وحقيقة المثابرة تتجسد في الإيمان النابع من القلب والذي يدفع الإنسان إلى مواصلة العمل وعدم الكلل والملل للوصول للغاية المنشودة وقد قيل «أن لا شيء في العالم يمكن أن يحل محل المثابرة»، فالعبقرية لا يمكن أن تصنع النجاح ما لم يرافقها المثابرة ، وكم يوجد في المجتمع من أشخاص عباقرة غير أنهم لم يستطيعوا أخذ فرصتهم، وبالتالي كانوا كأي شخصٍ آخر.

والموهبة لا يمكن أن تصنع النجاح ما لم ترافقها المثابرة، وكم يوجد في المجتمع من أشخاص موهوبين ولكنهم غير ناجحين.

وهكذا فإن المثابرة والعزم والإصرار النابع من الإيمان هم الذين يسيرون بالمرء نحو النجاح.

وقد تعترض الطريق عقبات ومنغصات، غير أنها لن تكون أقوى من الإصرار والمثابرة ويمكن أن نتلمّس هذا المعنى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يجسّد صورة الإنسان الناجح في عمله المحبوب عند ربه حين سُئل أي العمل أحب إلى الله  قال: (أدْوَمَهُ وإن قلْ) رواه الترمذي

فالإصرار والمثابرة والديمومة هي التي تؤدي إلى النجاح هي الوسيلة الأنجع للوصول إلى الهدف.

فإن جاء الفشل نتيجةً لظرفٍ ما فهو لا يعني النهاية، لا يعني انتهاء الحياة، بل هو تجربةٌ نُضيفها إلى الخبرات السابقة لنستفيد منها في السير للهدف وتحقيقه.

وفي عالمنا الكثير من الأشخاص الذي نجحوا في حياتهم وحققوا أحلامهم بالعمل الدؤوب والإصرار على الوصول للهدف، وبالتأكيد لم يكن طريقهم مفروش بالورود بل واجهوا الكثير من العقبات حتى أصبحوا قدوةً لكل حالم بمركز أو هدف يتمنى تحقيقه.

نحن في وطننا بحاجة إلى من يحمل في نفسه ذلك الإصرار لإعادة الإعمار، ليعود وطننا كما كان مشرقاً مزدهراً. فيا رب امنح قلوب أبناء وطني الإيمان وأعنهم على البناء ليعود كما كان بشراً وشجراً وحجراً، ليعود مهداً نظيفاً للحضارة.

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار