الجماهير || أسماء خيرو
ما بين حين وآخر لابد للحياة بأن ترينا صورا منقطعة النظير لكفاح المرأة السورية وانتصارها على الواقع.
إحدى تلك الصور كانت للفتاة “آية ” من مدينة حلب التي بسبب الحرب لم تعد تملك من حطام الدنيا شيئا ، التقتها « الجماهير » على الرصيف المقابل لساعة باب الفرج ، حين كانت تعد القهوة والشاي للزبائن المارة ولسائقي التاكسي والسرافيس، ففي موعد أشبه بالدوام الرسمي تأتي آية منذ الصباح الباكر للعمل على آلة الإكسبرس متجاوزة حدود مجتمعها الذكوري الذي يستنكر عمل المرأة في هذا المجال لتثبت له بأن المرأة قادرة على العمل في مهنة ألفت عين المجتمع رؤيتها مهنة للرجال فقط لا غير .
*على الحلوة والمرة
تقول الشابة آية : عملي يبدأ من السابعة صباحا، أفتح الدكان “البراكة “التي تتنوع مشروباتها مابين قهوة ، وشاي وكابتشينو ، أندومي ، كاكاو ، زهورات ، منتظرة قدوم الزبائن لتلبية طلباتهم المختلفة ، وتساعدني في ذلك السيدة أم مصطفى التي أقطن معها وابنها المصاب بمرض مزمن فنحن” شركاء على الحلوة والمرة” وهكذا إلى أن ينتهي يوم مليء بالمرارة والتعب والكفاح بغلة تكاد تسد مستلزمات الحياة المعيشية ، وشراء متطلبات آلة الإكسبرس فقط لا غير .
* رضا وطموح
الفتاة آية ذات الخامسة والعشرين ربيعا ترى في هذه المهنة الحل لكل ما ينتاب حياتها من أسى ومرارة ،فهي دائمة النظر إلى الأمام تاركة ما فات يمضي أينما شاء، تقف وحدها وتترجى من المستقبل أن يحقق لها مالم تحققه في أيام مضت ، تقول آية: أطمح بأن أجمع القليل من المال لاستئجار دكان بدلا من الوقوف على الرصيف وتحت أشعة الشمس أتحمل إزعاج المارة وبعض الزبائن .
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام